نشرت صحيفة “هافينجنون بوست” الأمريكية اليوم الأحد 21 يونيو , تقريرًا يرصد معاناة أهالى شمال سوريا بعد قطع إمدادات الوقود واسعة النطاق والتي تهدد بانقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه وإغلاق المستشفى.
وصرح “حسام علي” طبيب بمستشفى حلب للصحيفة، اليوم الأحد، قائلًا “إذا استمر الوضع لبضعة أيام أخرى سوف يكون هناك كارثة من جميع الاتجاهات”، مشيرًا إلى أن “المستشفى قضت أسبوعين دون الحصول على شحنات جديدة من السولار في حين استنزفت مخزونها” مضيفًا “نحن بحاجة إلى الكهرباء“.
وأشارت الصحيفة إلى أن المدنيين الذين يعيشون في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في معظم أنحاء حلب وإدلب وضواحي اللاذقية وحماة في شمال سوريا، يواجهون بالفعل التهديد المستمر بسبب قنابل البراميل المتفجرة والهجمات الأخرى من جانب قوات الأسد، والآن لديهم شئ آخر يدعو للقلق، وهو البقاء بدون وقود.
وأوضح “علي” أن البراميل المتفجرة تسقط يوميًا في حلب، مشيرًا إلى أنه “منذ أربعة أيام سقط برميلين بجوار المستشقى، والآن ليس لدينا مخزون وقود“.
وبدون الوقود لا يمكن ضخ المياه، ولا يمكن تشغيل المعدات الزراعية، وستتوقف المولدات عن العمل ولن تستطع العربات نقل المواد الغذاية.
ولايزال السبب وراء قطع الوقود غير واضح حتى الآن، في حين يصر العديد من السوريين أن الدولة الإسلامية تمنع استراتيجيًا مبيعات النفط كوسيلة لقمع الهجمات التي يشنها المتمردون الآخرين وإضعاف الدعم الشعبي للجيش السوري الحر.
وقد أصدرت المستشفيات في جميع أنحاء شمال سوريا تحذيرات هذا الإسبوع في جميع وسائل الإعلام لطلب المساعدة لتفادي الإغلاق الكلي للخدمات، حيث أغلقت بالفعل بعض المرافق الطبية وربما العشرات منها وفقًا لما ذكره عدد من الأطباء.
وقال أحد الأطباء من مدينة ريحاني التي تقع مع الحدود التركية “إن 20 مريضًا فقط يمكنهم دخول الأراضي التركية يوميًا لتلاقي العلاج العاجل، حيث أغلق رسميًا معبر باب الهوى بين البلدين، في حين يحول باقي المرضى إلى بعض المرافق الطبية الأخرى في سوريا والتي لاتزال لديها القليل من الوقود“.
وبالفعل تستضيف تركيا أكثر من 2 مليون لاجئ سوري، في حين دخل أكثر من 23 ألف لاجئ خلال الـ10 أيام الماضية فقط، ما زاد من الضغوطات على الحكومة التركية لدعم الأعداد المتزايدة من اللاجئين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدون كهرباء، يضطر الأطباء إجراء جرأة في الظلام، فيما يتعرض الرضع الموجودين داخل الحضانات لخطر الموت، المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس لن يتمكنوا من إجراء التنفس الصناعي على الأجهزة.
من جانبه قال “ياسر سيد” محامي حقوق الإنسان بمدينة ريحانلي “كل شئ يعتمد على الكهرباء، بدءًا من المخابز لإمدادات المياه، لاشئ يعمل“.
وأضاف “وصل سعر برميل الوقود لألف ليرة سورية (5.30) دولار في بعض المناطق بشمال سوريا والذي كان بما يقرب من 100 ليرة سورية (50 سينت).
ورأى سيد أن هذه استراتيجية داعش، مشيرًا إلى أن “كل شئ أصبح عُرضة للإغلاق في المناطق المحررة، وهذا يمكن أن يكون شكلاً من أشكال الانتقام.
وطالب بعض الأطباء السوريين الحكومة التركية بفتح معبر باب الهوى أمام الحالات البائسة لتلقي العلاج بالمستشفيات التركية.
كما طالبوا بالوصول للهيئات الإنسانية لتمويلهم بالوقود، حيث أوصلت بالفعل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية قبل أربعة أيام الوقود لمستشفيات باب الهوى، وفقًا لما قاله أحد أعضاء مجلس إدارة المستشفى، ولكن ستفنى تلك المساعدات بسرعة في ظل انقطاع امدادات الوقود.
بينما قال “محمود الأسود” وهو طبيب عظام وجراح بتركيا والذي ينسق مع أطباء سوريا “إذا كانت المشكلة في قطع الوقود هو الاشتباكات، يتعين على الجانبين الوصول إلى حل للسماح بمرور الوقود“.
جريدة الشعب