يوجد حول العالم ما لا يقل عن 50 مليون شخص إما تم تشريدهم داخل بلدانهم، وإما فروا إلى أراضٍ أجنبية.
وما إن يبتعدوا عن منازلهم، حتى يصبح اللاجئون «مشكلة» تحت وصاية «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، و«وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين»، أو البلدان التي يلجأون إليها، ويعاملون عادةً كأشخاص غير مرغوب فيهم أو كعبء.
ونادراً ما تُسمع أصوات اللاجئين في المؤتمرات والمناقشات الدبلوماسية إلا عندما تكون هنالك صرخة يأس، كما في شعر الشاعرة الصومالية البريطانية ورسان شاير: «عليك أن تدرك أن لا أحد يضع أطفاله في قارب، إلا إذا كان البحر أكثر أماناً من اليابسة».
في أميركا، تم قبول ما لا يقل عن ألف لاجئ سوري، من بين ما يقارب أربعة ملايين شخص فروا من البلاد منذ عام 2011. وقد تمت مقاومة الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية الأميركية لرفع ذلك الرقم قليلاً من قبل المشرعين.
من الواضح أنه يتوجب على أميركا والدول المتقدمة الأخرى أن تفسح المجال للاجئين، وينبغي توزيع العبء بشكل منصف، ومن الواضح أيضاً أنه يجب تمويل «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، وغيرها من الوكالات التي تتعامل مع ملايين اللاجئين بصورة كافية. ولكن لن تساهم تلك التحسينات وحدها في حل المشكلة. فما دام هناك صراع واضطهاد، سيخاطر الناس بفقدان كل شيء في محاولة الوصول إلى شواطئ أكثر أماناً.
ولكن لا يجب انتظار حدوث غرق جماعي في خليج البنغال أو البحر الأبيض المتوسط لتتخذ الحكومات الإجراءات اللازمة. فمن الممكن للدول الأكثر ثراء إحباط موجات النازحين المستمرة، وتشكيل طرق منظمة على المدى الطويل لمساعدتهم في الصمود في وجه الاضطرابات في أوطانهم، أو إذا لزم الأمر مساعدتهم على الاستقرار في أراضٍ جديدة، وهي الطريقة ذاتها التي اتبعها العديد من آبائنا وأجدادنا.
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية
البيان