تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى قرار بعض الدول المساهمة في العمليات العسكرية البرية ضد قوات الأسد، مشيرة الى ان هذا هو أسوأ خيار لتسوية الأزمة السورية.
جاء في مقال الصحيفة:
يلتقي اليوم الرئيس فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي العاهل البحريني حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة. ولكن من المحتمل ان تصبح البحرين خصما لروسيا في سوريا. لأن بعض الدول العربية قلقة من الانتصارات التي تحرزها القوات السورية في حلب، لذلك قررت المساهمة في حملة عسكرية برية ضدها.
وقد أعلن الكرملين ان الأولوية في هذا اللقاء ستكون لكيفية تعزيز وتطوير العلاقات في مجال التجارة والاستثمارات والطاقة والثقافة وغيرها. كما سيناقش الجانبان الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي مقدمتها مسألة مكافحة الارهاب الدولي.
وتأتي زيارة العاهل البحريني على خلفية التصريحات التي اطلقها سفير المملكة البحرينية لدى بريطانيا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة بشأن استعداد بلاده للمساهمة في العمليات ضمن اطار الائتلاف الدولي المناهض للإرهاب، مشيرا الى ان هدفها لن يكون “داعش” فحسب، بل ايضا “نظام الأسد الوحشي“.
كما أعلن وزير الدولة لشؤون العلاقات الخارجية في الامارات العربية المتحدة انور قرقاش عن إمكانية التدخل العسكري في سوريا. واتخذت الرياض الموقف ذاته، فأعلن مستشار وزير الدفاع في المملكة الجنرال أحمد عسيري أن السلطات السعودية مستعدة للمساهمة في العمليات الحربية البرية في سوريا ضمن الائتلاف الدولي.
وقد رحبت واشنطن بهذا الموقف، فأعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر أن مسألة العمليات البرية في سوريا ستناقش في بروكسل خلال الأسبوع الجاري. أما وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية فأعلن أن الائتلاف يدعم عموما تنشيط الجهود في مكافحة “داعش“.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد كتبت أن السعودية مستعدة لإرسال آلاف الجنود الى سوريا بالتحالف مع تركيا بعد تشكيل هيئة مشتركة لتنسيق العمليات العسكرية.
من جانبه قال مصدر مقرب من الدوائر الدبلوماسية للصحيفة ان تصريحات البلدان السنية “مرتبطة بتحركات الغرب وتركيا اللذين اقلقهما الوضع في حلب، حيث في حال اكتمال طوق الحصار حولها سيكون هذا تحولاً حاسماً في مجرى الحرب الأهلية”. وليست تصريحات السعودية والامارات ولبحرين، حسب رأيه، سوى كلمات جوفاء، حيث ان هذه البلدان اعلنت منذ البداية انها لن ترسل قواتها من دون دعم أمريكي.
ولكن لمستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط وجهة نظر مختلفة. فهي تقول: “منذ فترة يجري الحديث حول عدم استبعاد العمليات البرية في سوريا. ولكن المسألة تكمن في من الذي سيقوم بهذه الحملة الوسخة. هذه الحملة معقدة جدا وقد لا تؤدي الى النتائج المرجوة. لقد صرح العسكريون الأمريكيون غير مرة أن الهجمات الجوية وحدها لن تقضي على الارهابيين. ولكن من جانب آخر لم يرغب أوباما في التورط بعملية برية. أما بلدان الخليج العربية فقد بدأت تفكر بهذا منذ أواسط ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما اعلنت الرياض تشكيل ائتلاف اسلامي لمحاربة الارهاب وبالدرجة الأولى في سوريا. أي ان كل شيء يجري حسب التنبؤات، رغم الصعوبات، وهو أسوأ الخيارات. لأن هذا يؤدي الى تصعيد التوتر وتأجيل الحوار الى أجل غير مسمى“.
واشارت سوبونينا الى ان العمليات البرية ستؤدي الى تصعيد أزمة الهجرة، “يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنه الى جانب مصالح الاطراف هناك المدنيون الذين تعني العمليات البرية بالنسبة لهم الهروب من سوريا. وهذا سيسبب سقوط اعداد هائلة من الضحايا. وأخيرا، ان نية البلدان العربية مشكوك فيها: هل ستقاتل ضد الارهاب، أم الى جانب الارهاب ضد قوات الأسد“.
وعلى خلفية التصريحات التي أطلقها المسؤولون في البلدان العربية بشأن ارسال قوات برية الى سوريا، قال نائب رئيس الوزراء وزير خارجية سوريا وليد المعلم، أياً كان الغازي: سعودياً ام تركياً فإنهم سيعودون الى بلدانهم في “توابيت“.
واضاف، حسب تقييمه، أن “الحملة الحربية البرية الأجنبية في سوريا غير مرجحة”، ومع ذلك لا يمكن استبعاد أي شيء “غير عقلاني” من جانبهم. وأضاف مؤكدا على ما قاله وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن المصالحة في سوريا “لا يمكن ان تتم من دون غلق الحدود مع تركيا والأردن“.