أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي بيانا نشر على موقعي الوكالة الأوروبية ووكالة الفضاء الأميركية ناسا، حول الرصد الأخير لتلسكوب هابل لثلاثة من الكواكب الغازية الواقعة خارج مجموعتنا الشمسية والتي تدور حول النجم كيبلر51 في مجرة درب التبانة.
وقد أظهرت صور التلسكوب هابل فئة جديدة من الكواكب الفريدة والغربية والتي أطلق عليها تسمية (سوبر بافس Super Puffs) أي (النفثات الفائقة) ولديها بعض السمات التي لا يوجد مثلها في المجموعة الشمسية.
حول كيبلر 51
تعود القصة إلى عام 2009 -وفقا لموقع ناسا- حيث أطلق تلسكوب كيبلر، والذي يعتبر مرصدا مخصصا للعثور على كواكب خارج نظامنا الشمسي مع التركيز بشكل خاص على الكواكب التي قد تشبه الأرض.
ومنذ إطلاقه اكتشف علماء الفلك الآلاف من الكواكب الخارجية -خارج مجموعتنا الشمسية- والتي توجد بمنطقة صغيرة من كوكبة سيجناس Cygnus.
وجهت عدسات كيبلر في السنوات الأربع الأولى من مهمته نحو تلك المنطقة من السماء حصرا، وقد سميت تلك الكواكب التي توجد حولها تلك النجوم الخارجية باسم المرصد كيبلر.
عام 2012 وبواسطة تلسكوب كيبلر أيضا، تمكن العلماء من رصد ثلاثة كواكب غازية تدور حول النجم كيبلر51، وهي فائقة النفث تدعى Kepler-51b وKepler-51c وKepler-51d ولديها أقل كثافة معروفة من بين الكواكب خارج المجموعة الشمسية
منتفشة خفيفة
قد قدم علماء الفلك تحليلاتهم لطبيعة ومكونات الكواكب الغريبة الثلاثة -وفقا لبيانات وملاحظات تلسكوب الفضاء هابل التي تم الحصول عليها- وذلك في ورقة بحثية نشرت نتائجها بالدورية المتخصصة في الفيزياء الفلكية “أستروفيزيكس”.
وكانت من أبرز تلك النتائج أن تلك الكواكب الثلاثة شوهدت تدور حول نجم يشبه شمسنا، على بعد 2600 سنة ضوئية. وتعادل أحجامها حجم كوكب المشتري، لكنها تملك أقل من 1% من كتلته فقط.
وهذا يعني أن لديها كثافة منخفضة بشكل مذهل، حيث إن هذه الكواكب النادرة أكثر الكواكب انتفاخا على الإطلاق، بكثافة أقل من 0.1 غرام لكل سنتيمتر مكعب، مما دفع العلماء لتشبيه نسيجها بحلوى القطن أو ما يسمى “غزل البنات”.
ومن خلال تحليلات العلماء لبيانات تلسكوب هابل، اتضح أن أجواء هذه الكواكب عبارة عن مزيج من الهيدروجين والهيليوم، مع طبقة عالية من الميثان، وهذه الغازات خفيفة الوزن تعطي الكواكب ميزة الانتفاخ.
سريعة النفث
كشفت ملاحظات أخرى على البيانات والصور أن الكواكب الثلاثة بدت كأنها تسرب الغاز بوتيرة سريعة، حيث تطلق عشرات المليارات من الأطنان من الغازات بالفضاء كل ثانية، وإذا استمرت على هذا النهج فإنها ستتقلص بشكل كبير على مدار المليار سنة القادمة، مما قد يجعل حالة “حلوى القطن” مرحلة مؤقتة من تطور هذا النوع من الكواكب، وهو ما يفسر ندرتها بالتالي.
وحول دراسة الغلاف الجوي للكواكب الجديدة، قال البيان الصادر عن ناسا إن العلماء حاولوا البحث عن وجود الماء، لكن السحب الكثيفة أعاقت عملهم.
ونقل البيان عن جيسيكا ليبي-روبرتس، الباحثة بجامعة كولورادو بولدر، قولها “كان الأمر غير متوقع، فلم نستطع رصد علامات امتصاص المياه بسبب السحب الكثيفة”.
المصدر : الجزيرة