صحيفة القدس العربي – أيمن خالد
الامر لا يبدو معقداً ولا غريباً، يبدو بالفعل أن هناك قلقا أمريكيا من مستقبل التحولات السياسية المقبلة في تركيا، التي تتجه إلى الاستغناء الكلي عن الحليف الامريكي، وربما حلف الأطلسي، على الأقل هذا نبض الشارع.
ورأى الكاتب أن الأمور تسير باتجاه نقل القاعدة الجوية إنجرليك إلى الأراضي السورية، معتبرا أن وجود القاعدة بحد ذاته داخل تركيا لا يخدم الأمريكان البتة، خصوصا أن مجمل التحولات تؤكد أن حروبهم في المنطقة طويلة، ولذلك فالبديل يجب أن يكون مناسبا وبشكل أفضل على المدى البعيد، وأشار الكاتب إلى هذا يعكس قلق الأمريكان ورفضهم خلال الفترة الماضية المقترحات التركية بخصوص منطقة عازلة، وكأن الامريكان كانوا ينتظرون نضوج كثير من المسائل بغية الوصول إلى هذا الإعلان، الذي تحت سقفه ستقيم أمريكا قاعدتها الجديدة في سوريا، مبينا أن الجغرافية الشمالية تبقى هي المهمة للأمريكان، لذلك سنشهد تحولات قريبة، وبروز عشرات الآلاف في الشمال السوري، هدفهم قتال “تنظيم الدولة”، وهذا يعني بالضبط أن الأمريكان يقومون بتنفيذ أجندة خاصة، تبدأ من تدريب المعارضة إلى الإعلان عن منطقة عازلة يسيطرون عليها، أو الإعلان عن منطقة حظر جوي، وتكون عمليا خطوات نقل القاعدة تجري على الأرض، ورأى الكاتب أن الحرب الأولى في سوريا ستكون بين القوة الإيرانية ومعها “حزب الله” في الجنوب السوري والغوطة، وسيعمل الأمريكان على دعم المعارضة هناك بما يضمن لهم استنزاف إيران أطول فترة ممكنة، وبما يضمن أيضا صمت المعارضة هناك عن تفاصيل المشهد السوري بعمومه، أما المعركة الثانية فهي كما يقول الكاتب، استنزاف دول الخليج وإشراكهم في نشر جيوشهم في صحراء الأردن، لأن حماية الأردن هي نقطة المعادلة التي تعني المساس بأمن اسرائيل، وهذا الاستنزاف كفيل بأن يوجه أنظار الأمة بأكملها إلى الانغماس بمزيد من الصراعات الداخلية، وأخيرا المعركة الثالثة وهي استنزاف الأكراد ومن تبقى من المعارضة السورية، في القــتال ضد “تنظـــيم الدولة”، موضحا أنها معركة تجري الاستعدادات لها بشكل كبير، وبخطط كبيرة يهدف الأمريكان منها إلى إبعاد هذا التنظيم إلى عمق الصحراء، لتخفيف مخاطره.