حرب كبيرة منذ أكثر من 4 اعوام خلفت أكثر من 250 ألف جريح تسببت في ازدياد الطلب على الأدوية التي قلما تتوافر بالأسواق لأن القصف والمعارك لم تقتصر على تدمير المنازل و الأبنية السكنية فحسب بل كان للقطاع الصحي حصة كبيرة من هذا الدمار.
يدخل المريض إلى الصيدلة ليعطي الصيدلاني الوصفة الطبية فيقابله الصيدلاني بأن هذا الدواء لم يتوافر في الأسواق منذ أشهر بسبب تعطل الكثر من معامل الأدوية عن العمل، فحسب إحصائيات رسمية أن ما يقارب 24 معملاً للأدوية قد تدمر بشكل كامل مما تسبب بنقص حاد للأدوية في الأسواق.
أبو محمد مواطن من إدلب مصاب بمرض السكري يقول: “قبل الأزمة كنت أحصل على الدواء حسب وصفة الطبيب بشكل مستمر لكن بعد الأزمة لم أعد أجد الدواء ذاته فأخذت أبحث عن بدائل لهذا الدواء تفي بالغرض”.
قبل اندلاع الحرب في سورية كانت مصانع الأدوية توفر أكثر من 90% من الاحتياجات الدوائية للبلد بالإضافة لأنها تصدر الأدوية لحوالي 62 دولة مما جعلها ثاني أكبر مورد أدوية للبلد حسب تقرير نشره مركز الشرق العربي للدراسات لكنها بعد الحرب أصبحت لا توفر ثلث الطلب المحلي.
احمد صيدلاني من حلب يقول: “لم أعد استطيع توفير جميع أنواع الأدوية التي يطلبها المرضى بسبب توقف معاملها عن الإنتاج بالإضافة لصعوبة نقل الأدوية من المعامل إلى الصيدليات فقد تتعرض بعض سيارات نقل الأدوية إلى السرقة أو للتفجير عند مرورها بمناطق الاشتباكات”.
بلغت خسائر سوريا في الأدوية حوالي 18 مليار ليرة سورية حسب ما كشف “عهد الديري” رئيس مكتب عمال الصناعات الكيميائية في تقرير لعاجل نيوز في حين توقف العديد من معامل الأدوية عن العمل بسبب صعوبة الحصول على المواد الخام و ارتفاع أجرة اليد العاملة مما سبب تراجع في الإنتاج ليقتصر على إنتاج المراهم الطبية والكبسولات بعد ما كانت سوريا تنتج أكثر من 270 مستحضراً طبي.
أبو ربيع أحد أصحاب مستودعات توزيع الأدوية في المنطقة الشمالية يقول: “توقف مستودعي عن العمل فترة طويلة بسبب غلاء الأسعار لأن الصيدليات لم تعد تأخذ الأدوية ذات الأسعار الباهظة بسبب عدم قيام المرضى بشرائها وعندما قررت بإعادة افتتاح المستودع وأرسلت مندوب ليحضر لي الأدوية من المعمل قام حاجز للنظام باعتقاله وسرقة السيارة والأدوية الموجودة فيها”.
قامت بعض الإدارات المدنية للمناطق المحررة بتشغيل معامل الأدوية في المنطقة الواقعة تحت سيطرة كتائب الثوار إلا أن صناعة الأدوية في المناطق المحررة تعاني من الكثير من المشاكل أهمها غياب الرقابة فأصبحوا يستغلونها في صناعة أدوية لا تتوفر فيها كامل شروط الصحة.
أبو محمد صيدلي من إدلب يقول: “لا أتعامل بالأدوية المصنعة ضمن المعامل في المناطق المحررة لأنها غالباً لا تشفي الأمراض بل تزيدها وأصبحت اشتري أدوية أجنبية من تركيا لأبيعها للمرضى”.
يناشد المواطنون السوريون في المناطق المحررة منظمة الصحية العالمية في توفير أدوية لعلاج المرضى والمصابين نتيجة الحرب ليبقى الأمل الأكبر لدى الأهالي هو انتهاء حالة الحرب في البلاد وعودة الحياة إلى ما كانت عليه.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري