أقرّ أمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصرالله, يوم الجمعة, أن عدد قتلى الحزب اللذين قضوا في سوريا “كبير” وان بينهم من كان “يتحمل مسؤليات كبيرة”، في اول اشارة من زعيم الحزب الذي يقاتل في سوريا الى جانب النظام ضد فصائل معارضة حول وجود قتلى كثر في صفوف الحزب.
وأرسل “حزب الله” مع تصاعد العمليات العسكرية في سوريا، العديد من مقاتليه لمساندة القوات النظامية في مناطق عدة بسوريا، وبلغ عدد قتلاه حوالي ألف مقاتل بحسب تقرير دولي، في حين يبتعد حزب الله عن تقدم احصاءات رسمية حول خسائره في سوريا.
وأضاف نصرالله خلال حفل تأبيني جرى في الضاحية الجنوبية ببيروت للقيادي مصطفى بدر الدين الذي قتل في سوريا مؤخرا، , أنه كان يرفض فكرة أن يذهب بدر الدين إلى سوريا بعد تعيينه على رأس قيادة وحدات حزب الله والعمليات العسكرية”، موضحاً أنه “كان يصر على الذهاب وقبلت معه في مرحلة لاحقة أن يذهب إلى المصنع ويستدعي المسؤولين الذين يعملون في سوريا ويعود إلى بيروت”.
وتابع: ” بدر الدين أصر على التوجه إلى سوريا وإدارة مسؤوليته من هناك على الرغم من أني كنت أمنعه نتيجة الحساسية الأمنية”.
وقتل بدر الدين وهو أحد قادرة “حزب الله” البارزين في هجوم بسوريا قرب مطار دمشق، لم يتبنها أي طرف, ما يمثل أكبر ضربة للحزب الذي يقاتل في سوريا ضد جماعات المعارضة إلى جانب النظام مدعوما من إيران، منذ اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية في دمشق عام 2008, فيما حمل الحزب “جماعات تكفيرية” لم يحددها, مسؤولية ذلك.
وكشفت صحيفة (الشرق الأوسط), يوم الثلاثاء, نقلا عن مصادر لبنانية, لم تسمها, أن “حزب الله” حسم أمر خلافة قائده الأمني مصطفى بدر الدين, الذي قتل تفجير وقع منذ أيام قرب دمشق, وعين ابن شقيقته مصطفى مغنية ابن القائد السابق للحزب عماد مغنية الذي اغتيل في عام 2008 في منطقة كفرسوسة بدمشق, حيث اتهم الحزب إسرائيل بالوقوف وراء العملية.
ورأى نصرالله، أنه لم نجد أي دليل في ساحة الاغتيال على تورط إسرائيل في ما حصل لكن نحن لا نبرئها، بل ان المسؤولية يقف خلفها الجماعات المسلحة التكفيرية”، كاشفاً أنهم كحزب الله “لا يخشون إتهام إسرائيل” قائلاً أنه كان يمكن لعملية الرد على قتلى القنيطرة أن تؤدي إلى حرب ولم نكن نخشتاها بل اتخذنا التدابير يومها واليوم نحن لا نخشاها”.
وتوجه نصرالله إلى أسرائيل بالقول “إذا امتدت يد الإسرائيليين نحو أي من قياداتنا او عناصرنا سيكون الرد جاهزاً وقاسياً وخارج مزارع شبعا”.
ويقاتل عناصر من “حزب الله” إلى جانب الجيش النظامي ضد مقاتلي المعارضة، في ظل دعوات المعارضة السورية وسياسيين لبنانيين معارضين للنظام السوري ودول عدة حزب الله للانسحاب من سوريا, في وقت أكد أمينه العام حسن نصر الله أن عناصر حزبه ستبقى بسوريا ما دام الوضع يتطلب ذلك، لأن وجودهم في سوريا هو بهدف “الدفاع عن لبنان وسوريا وفلسطين والمقاومة بمواجهة كل الأخطار التي تشكلها الهجمة عليها”.
وأكد نصرالله أن “كل ما يتعلق بالمحكمة الدولية (حول مقتل الحريري) غير موجود بالنسبة لنا وهو في دائرة النسيان”.
وقتل في 14 شباط 2005 رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري مع 21 شخصًا، عندما فجر ما يعادل 1000 كجم من المواد المتفجرة بينما كان موكبه يسير بالقرب من فندق سان جورج في بيروت, ومن بين القتلى كان عدد من حراس الحريري الشخصيين، والوزير السابق , باسل فليحان, وفي 6 شباط 2006، اتفقت الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة على تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, وعدت هذه المرة الأولى التي تحاكم فيها محكمة دولية أشخاصًا لجريمة ارتكبت ضد شخص معين.
ويشار إلى أن مصطفى بدر الدين القيادي في الحزب، على لائحة اتهام المحكمة الدولية و يحاكم غيابياً في لاهاي بتهمة قتل الرئيس رفيق الحريري, والمعروف بـ “ذو الفقار” للمقربين منه، وإلياس فؤاد صعب للسلطات الكويتية التي حكمت عليه بالإعدام في العام 1984، بعد اتهامه بتفجيرات استهدفت السفارتين الأميركية والفرنسية والمطار, ما حدا بأطراف لبنانية ودولية اتهام حزب الله بتصفية بدر الدين لطي الملف.
سيريانيوز