كشف زعيم ميليشيا “حزب الله” اللبنانية حسن نصر الله، أنه ناقش خطة إجلاء مسلحي تنظيم الدولة من منطقة في الحدود اللبنانية السورية إلى مدينة دير الزور السورية، مباشرة مع بشار الأسد.
“نصر الله” وخلال كلمة له الخميس فيما أسماه الحزب “مهرجان عيد التحرير الثاني” في مدينة بعلبك القريبة من الحدود السورية، قال إنه “زار العاصمة السورية دمشق للاجتماع مع الأسد ليطلب منه إجلاء مسلحيه دون أن يكشف عن تاريخ الزيارة وتفاصيل ما تم بحثه”.
ورأى نصر الله أن التنسيق مع انظام الأسد مصلحة للبنان وأنه يجب الإسراع في ذلك حتى لا يسبق الغرب الذي تبدّلت مواقفه، وتابع “نحن ذهبنا للقيادة السورية وقلنا لهم إننا نريد إنهاء عملية الجرود التي كانت خارج أولوياتهم”.
وأقر نصر الله أن “انتقال تنظيم الدولة إلى دير الزور كان يحرج (القيادة السورية)، ولكن نحن طلبنا وقلنا لهم لدينا قضية وطنية إنسانية، ولا يمكن أن نكشف مصير الجنود الأسرى”، وفق مزاعمه.
وقال نصر الله “ذهبت للشام عند الأسد وقلت له “فتشنا” ولم نجد شيئا، إذا انتهت المعركة ولم يحسم مصير الجنود يكون لدينا مشكلة، وقال لي: هذا الموضوع سيحرجني ولكن لا مشكلة، معتبراً أن “القيادة السورية” تحملت هذا الحرج من أجل لبنان وليس من أجل سوريا.
واستعرض “نصر الله” في كلمته تفاصيل “عملية الجرود” كما يسميها الإعلام اللبناني، واصفاً ما جرى بـ”الانتصار”، واعتبر أن “اتخاذ الدولة اللبنانية قرار المعركة في الجرود تطور بالغ الأهمية وممارسة للقرار السياسي السيادي الذي هو أحد إنجازات العهد الجديد”حسب ادعائه.
ووجه “نصر الله” الشكر لقوات الأسد ، وقال: “نقدّر عالياً تضحيات الجيش السوري خصوصاً على هذه الأرض التي نحتفل عليها وعلى الرغم من أن السيطرة على جرود فليطة لم تكن أولوية لدى القيادة السورية استجابوا لطلبنا بالمساعدة على استعادتها”.
يذكر أن نصر الله كان كشف قبل ثلاثة أيام أن 11 من مقاتلي الحزب وسبعة عناصر للنظام قتلوا في معركة ضد تنظيم الدولة في القلمون قرب الحدود مع لبنان، وقال في خطاب له إن تنظيم الدولة طلب التفاوض منذ اللحظة الأولى، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي أبرم مع التنظيم بالتنسيق مع نظام الأسد جاء تجنيباً لإزهاق أرواح مدنيين وجنود من الجيش اللبناني، وفق ادعائه.
وغادرت قافلة الإجلاء منطقة الحدود الاثنين وأقلت نحو 600 من مسلحي تنظيم الدولة وأفراد أسرهم متجهة إلى منطقة يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا، إلا أن ضربات جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عرقل دخولها إلى هذه المنطقة الأربعاء.
هذا ولم يصدر بعد رد عن حزب الله أو نظام الأسد على هذه الغارات بعد أن أثار الإعلان عن عملية نقل مسلحي تنظيم الدولة من الحدود اللبنانية السورية إلى الحدود السورية العراقية غضب العراقيين وانتقاد الأميركيين.
الانسحاب “السلس والسهل” لعناصر تنظيم الدولة من القلمون الغربي إلى مناطق سيطرته في محافظة دير الزور السورية القريبة من الحدود العراقية، أثارت الكثير من التساؤلات، خصوصاً أنه تبين أن عدد عناصر التنظيم بلغ فقط نحو 300، وفق تأكيد حزب الله، حيث كان بالإمكان إجبارهم على الاستسلام لوجودهم في منطقة صغيرة خالية من السكان ومحاصرة وساقطة عسكرياً، لكن تم تجيير القضية نحو التوصل إلى صفقة بين “الحزب و تنظيم الدولة”.
أورينت نت