حاول الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله التقليل من حجم الخلاف مع التيار الوطني الحر وترطيب الأجواء المشتعلة بين قواعد الطرفين التي عكستها الاتهامات المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي.
واندلعت موجة الاتهامات عقب إبداء قيادات في حزب الله ومقرّبين منه تبرمهم من مشاركة وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي حضرها الرئيس دونالد ترامب بالرياض، وانتهت ببيان ختامي وصف حزب الله بالتنظيم الإرهابي.
وهاجمت قواعد حزب الله جبران باسيل الذي اتهمته بالتنكر للحزب، والانقلاب على التحالف القائم بينهما منذ العام 2006. وإن تبدي قيادات الحزب قناعة بما تسوقه جماهيرها، إلا أنها لا تريد قطع شعر معاوية مع التيار لأنها تحتاجه في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرون بها.
وزعم نصرالله في خطاب متلفز عُرض بمدينة الهرمل الخميس، أن بيان “الرياض لم يُعرض في القمة على أيّ من المشاركين وإنما صيغ بعد مغادرة الجميع”. وشدّد على أن “إعلان الرياض هو بيان سعودي أميركي فقط”.
واعتبر أن كل ما اُعلن من مواقف لن يكون له أيّ انعكاس على الوضع الداخلي اللبناني، وأن “هناك اتفاقا بين اللبنانيين على وجود اختلاف في القضايا الإقليمية لكن مع المحافظة على الأمن والاقتصاد اللبناني”.
ويرى مراقبون أن تصريحات نصرالله ليست إلا مسعى إلى طمأنة حاضنته الشعبية، ومحاولة يائسة لتلطيف الأجواء مع التيار الحر، وأيضا للحفاظ على استمرارية سياسة ربط النزاع مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي كان على رأس الوفد اللبناني بالقمة.
ويشير المراقبون إلى أنّ هناك اليوم توجها دوليا وإقليميا فعليا وملموسا لوضح حد للحزب الذي بات يشكل مصدر تهديد كبير في المنطقة، بانخراطه في الحرب في سوريا وتقديمه الدعم للمتمردين في اليمن وللميليشيات في العراق.
ويرى هؤلاء أن الهجمة التي شنها الأمين العام لحزب الله في خطابه والتي تركّزت على السعودية أساسا تعكس في واقع الأمر حجم القلق والرعب الذي يعتري الحزب. ويدرك نصرالله ضرورة الحفاظ على استقرار نسبي في الداخل اللبناني لأن أيّ هزة سيكون الحزب أول المتضررين منها.
العرب اللندنية