يمتلك معظم سكان مدينة إدلب أراضي زراعية، فمدينة إدلب تحتل المرتبة الثالثة بعدد أشجار الزيتون على مستوى سوريا، كما أن لها قداسة خاصة لسكان المدينة.
فتخرج العائلة بجميع أفرادها كل أسبوع لتتمتع بجمال أشجار الزيتون وقضاء يوم الجمعة في الطبيعة، وكانت تلك العادات قبل قيام الثورة السورية، لتعود هذه العادة بعد تحرير المدينة شهر اذار من العام الماضي، فقد حرم الأهالي أراضيهم لثلاثة أعوام متواصلة ومنعوا من الذهاب إليها بحجة وجود العصابات المسلحة وانتشار قوات النظام فيها، كما وثق ناشطون من مدينة إدلب تجرء النظام على قطع الأشجار وبيعها للسكان حطبا دون الرجوع لأصحاب الأرض .
يلفت انتباهك بعد صلاة الجمعة خروج عائلات فقيرة بـ”الطرطيرة” وهي وسيلة نقل بدائية بثلاث عجلات ليركبها جميع أفراد العائلة وخاصة متل هذه الأيام، من الربيع إذ تعتبر نزهة يوم الجمعة شيئا أساسيا على اعتبار أنها يوم عطلة رسمي لجميع المهن والقطاعات، لتصدح ” الدربكة” المصاحب الرسمي لجميع العوائل فقيرة كانت أو غنية .
تصطحب العائلة مأكولات عديدة في نزهة يوم الجمعة لأرض الزيتون منها ما هو شعبي “كالمجدرة” المطبوخة على الحطب المجموع من أغصان الزيتون المكسرة، وبعض العوائل الميسورة الحال تعتبره يوما لشواء اللحوم البيضاء والحمراء ، لتقضي معظم يومها بين أشجار الزيتون وتستظل بأغصانها.
تحكي أم خالد حكايات نزهة يوم الجمعة فتقول: “بأيام الربيع نطلع ع أرض لحتى نلم الخبيزة ونطبخها ع نار الحطب وهي عبارة عن حشائش تطبخ بشوية بصل وزيت الزيتون، كمان” .
وتضيف ضاحكة :” ويعتبر اجتماع من كبير العائلة لصغيرها لتداول أخبار العائلة بشكل عام”.
لم تسلم الأراضي من قصف الطيران الروسي لتسجل أول قصف بالقنابل العنقودية على أراضي الزيتون الغربية لمدينة إدلب عصر أمس، ليشاهد من كان في نزهة الجمعة عشرات القنابل المتفجرة الخارجة من صاروخ كبير تسقط على الأراضي لتصيب من كان متواجدا بتلك الأراضي وحريقا لبعض الأشجار، مخلفه الكثير من الجرحى لتتحول النزهة إلى مصيبة تحل على أصحاب الأرض .
المركز الصحفي السوري ـ أماني العلي