بدأ عدد من الشباب السوريين في تركيا حملة بعنوان “نحن السوريون نشكركم”، لتقديم الشكر للشعب التركي على حسن استقبال اللاجئين السوريين في بلدهم. وانطلقت الحملة في مدينة الريحانية الحدودية مع سوريا، ووزع خلالها المتطوعون “وجبة إفطار” على المواطنين الأتراك في المدينة، في خطوة وصفها المنظمون أنها لاقت أثراً كبيراً واستجابة لدى الشارع التركي.
وقال المتطوعون: “شكرتنا الشرطة التركية على الحملة، وشجعتنا على المزيد من الحملات خصوصاً التوعوية منها”. ويسعى القائمون على الحملة إلى تعميم الفكرة على المحافظات الجنوبية من تركيا “غازي عينتاب، وأورفة” وعدد من المدن التي استضافت اللاجئين السوريين، بعد أن سادت حالة من الاستياء لدى بعض الأتراك على الزيادة الملحوظة في عدد اللاجئين السوريين في مدنهم.
وانتقد عدد كبير من السوريين كل من “الائتلاف والحكومة المؤقتة” بسبب عدم تقديمهم أو دعمهم لأي حملة من أجل إيصال صورة معاناة السوريين للمواطن التركي، الذي عانى من ارتفاع الإيجارات والازدحام نتيجة للضغط الكبير في عدد اللاجئين.
إلى ذلك، استجاب والي عينتاب “ايردال عطا” للنداءات التي أطلقتها مجموعات من الأتراك بخصوص الامتناع عن ترخيص مظاهرة دعا لها بعض الأطراف للتظاهر في 20 تموز للمطالبة بطرد السوريين من مدينة غازي عينتاب. ايردال دعا الشعب التركي خلال تصريح صحفي إلى عدم الانخراط في هذه اللعبة “القذرة” على حد وصفه، مؤكداً بأنّ “السوريين إخوتنا و ليسوا أعدائنا”.
ودعت أطراف تركية لإقامة مظاهرات في 20 تموز للمطالبة بطرد اللاجئين السوريين، وقالت مصادر متابعة أنّ المجموعات تتبع للمعارضة التركية وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري والحركة القومية.
وكانت رئيسة بلدية غازي عينتاب فاطمة شاهين قالت، في تصريحات صحفية، أن مدينة غازي عينتاب تأثرت كثيراً بالأحداث الجارية في سوريا، بعد أن بلغ عدد اللاجئين السوريين 220 ألف، حوالي 80% منهم مسجلون لدى الحكومة التركية، وذكرت شاهين أن العمل على مساعدة اللاجئين مازال مستمراً من خلال نقلهم إلى المخيمات التي توفر الخدمات الجيدة لهم، كاشفة أنه “تم إعطاء التعليمات لإنشاء مخيم في منطقة إصلاحية يتسع لـ 20 ألف لاجئ، حيث سيتم نقل 20 ألف لاجئ من القاطنين في المدينة إلى هذا المخيم”.
وفتحت الحكومة التركية أبوابها للسوريين الهاربين من الإبادة على يد قوات بشار الأسد، وخاصة بعد اتباع النظام لسياسة البراميل المتفجرة التي دمرت أجزاء كبيرة من أحياء حلب المحررة، وأدت إلى لجوء ونزوح أكثر من مليون مواطن هرباً من الموت المحتم. ويعيش في تركيا أكثر من مليون لاجئ سوري، يتوزعون على عدد من المدن الحدودية، وعدد آخر في شمال تركية، وسط تسهيلات من الحكومة التركية الحالية.