ارتكب المؤلف عثمان جحى خطأ تاريخياً في مسلسل هارون الرشيد وذلك في ذكر أبيات من الشعر لم يكن قائلها موجود على زمن هارون الرشيد بل بعده بأكثر من 500 عام .
عادت مسلسلات النظام لتخلط التاريخ وتزور حقائقه في دلالة واضحة على ضعف الثقافة التاريخية للكتّاب والمؤلفين والمخرجين والممثلين والمشرفين, لتمر عليهم أخطاء تاريخية وبالجملة فهم لم يعتنوا بالحدث التاريخي, بل اعتمدوا على اللباس الفاحش وإظهار عورات النساء في تزوير آخر وإهانة شخصية هارون الرشيد ومن معه في تلك الحقبة الزمنية.
ويكمن الخطأ في الحلقة 23 , التي عرضت منذ يومين في قول كاريس بشار في دور زبيدة زوجة الرشيد عندما قالت بيتين من الشعر لم يكن صاحبهما مخلوق بعد على سطح البسيطة فقالت :
يا بائعاً هذا ببخس كأنك لا تدري سوف تعلم
فإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
وهذان البيتان للشاعر ابن القيم الجوزية والذي ولد عام 1292 ميلادية, بينما ولد هارون الرشيد عام 766 ميلادية, أي أن صاحب البيتين قالهما بعد أن ولد هارون الرشيد بأكثر من 500 عاماً فمن أين اتيتي يا زبيدة بأبيات ابن القيم, وهو لم يخلق, لكنك لا تلامين يا كاريس بشار على ذلك, فأنت ممثلة ولست مؤرخة ولا تلام أيها المشاهد لأن النظام يتعمد الأخطاء أحياناً ليشوه حقائق تاريخية, لا تقبل التشويه, يقول متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي.
ليست كاريس بشار من وقعت بالفخ لوحدها, فقد وقع قصي خولي والذي يتقمص دور هارون الرشيد, فاستشهد بأبيات الشاعر المصري المعاصر هشام الجخ ,ألستم من تعلمنا على يدكم بأن العود محمي بحزمته, ضعيف حين ينفرد وذلك في خطابه لولديه الأمين والمأمون .
النظام و وسطه الفني ورقابته الفنية, لم تكترث لهذه الاخطاء التاريخية, بل منعت عرض هذا المسلسل لأنه يمس حليفتهم إيران, فالتاريخ يروي أن البرامكة وهم من أصل فارسي, استغلوا قربهم من الرشيد, لكنه عندما علم بمخططاتهم حاربهم وتمكن من هزيمتهم .
يقول ناشطون, النظام واتباعه يستطيعون تزوير وتغيير, أي أحداث تاريخية وزمنية, إذا كانت في مصلحته, ولا تسيء لإيران الدولة الحليفة .
المركز الصحفي السوري — خاطر محمود