كشفت سنين الثورة الطوال مسميات حقيقة نعت بها الجيش السوري الذي لطالما تغنى بوصف نفسه “حماة الديار” تلك الأكذوبة باتت واضحة بداية من قبل اللبنانيين الذين وصفوه بجيش “النتع” بدل جيش الرّدع” ومن ثم السوريين منذ بداية الحراك حين تفوه الجندي في درعا بكلمات مزرية “بدكن حرية” وصولاً إلى مدينة تفتناز عندما وقفوا بالدبابات أمام المتظاهرين العزل.
الجيش مهمته حماية الشعب كما تفعل جيوش العالم التي تصنع من أجسادها جسراً تعبر عليه الشعوب، على عكس “الجيش السوري” الذي هجر عشر ملايين من الشعب وجرّ المعتقلين من أبناء الوطن إلى السجون السورية، وهجر أهالي بردى وداريا وأهالي حلب.
عداك على أنه بات عصابات أسدية ورمزاً للشيطنة منذ بداية ثورة الكرامة التي خرج من أجلها الشعب طلباً لنيل الحرية المفقودة منذ تولي آل الأسد السلطة، تحول ذاك الجيش من “حماة الديار إلى لصوص الديار” من كثرة ما عفش وسرق ضباطه اللذين تحولوا لمتعهدي تعفيش بإمتياز بعد أن تاجروا بعقود وعقود بالجنود السوريين.
أما الجزء الأكثر فظاعة فهو القتل من أجل التعفيش كما أخبرنا شاهدنا الشاب “أحمد” من مزارع “قرصايا” التابعة لريف مدينة إدلب عن مجزرة قام بها “جيش التعفيش يوم الخميس /28/2 من عام 2015 والتي راح ضحيتها أخيه وعشرة من أقربائه في نفس اليوم قائلاً ” لن أنسى ذلك اليوم ما حييت كانت العائلة مجتمعة بالإضافة لضيوف شاركونا السهرة – كما يقال سهرة الخميس تلمّ الأحبة وتطول مع صوت ضحكاتهم العفوية- غير أن فظاعة ذلك اليوم تكمن بمداهمة الجيش بهدف السرقة والتعفيش، لم تكفي بذلك بل أودت بحياة أحبتي بمجزرة تكشف فيها مدى حقدهم وسعيهم وراء السرقات ولو كلفهم هدفهم قتل الأبرياء الآمنين في منازلهم”.
تابع الشاب المفجوع حديثه معنا بدموع العين قبل حديث الألم قائلاً “مع كاسة الشاي الثقيلة التي كنا نرتشفها ليلاَ لم يدق الباب بل كسر بأرجل الجنود والشبيحة منهم، دون استئذان بعد تطويق منزلنا ومنزل أبناء عمومتنا المتلاصقة، وجه الجنود بنادقهم لاصطحاب الجميع خارج المنزل وبصوت رصاص الذي علا صوت البكاء سارعت النساء لانتشال الأطفال من مرقدهم سرقت مجوهرات النساء والأشياء الثمينة، بعد حمام من دماء الأبرياء.. لأصحو من كابوس القتل إلى جريمة النهب”.
مازالت الحقيقة تتكشف أمام الجميع، بشهادة أحمد وبأمثاله الكثيرين ممن كانوا ضحايا جرائم عصابات وقوات مرتزقة، وممن جندوا إجبارياً ليظهر بذلك السؤال المتداول للأذهان.. ماذا بقي من الجيش السوري؟ ربما بقايا جيش آخذ عمل جيش المحتل وقطاع الطرق والمهربين.. وجعاً يضاف للشعب لا جسراً لنجاتهم.
وتبقى التحية مرفوعة للشرفاء منهم اللذين تبرؤا من ذاك الجيش ورفضوا مساندة ميلشيات التعفيش والسرقة والقتل، أمثال البطل “حسين هرموش” .
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد