أصدرت وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ بإدلب مساء أمس الخميس 29 تموز/يوليو، عند الساعة الثامنة مساءً، نتائج امتحانات الشهادة الثانوية لأفرع العلمي و الأدبي والشرعي وتقنيات الحاسوب.
لكن وزارة التربية كانت آخر من يصدر رابط النتائج، فقد أصدرتها بحسب متابعين عندما انتهى الطلاب الناجحون من الاحتفال بنجاحهم، حيث بدأ أولئك الطلاب بتداول رابط النتائج و الحصول على علاماتهم مع ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الخميس.
ونشرت صفحات ومواقع إعلامية وطلابية منها صفحة “قرارات جامعة إدلب” وصفحة “مجتمع مدينة إدلب” على فيسبوك رابط النتائج منذ صباح أمس، واستطاع خلاله العشرات من الطلاب رؤية نتائجهم، لكن سرعان ما تعطل الرابط ليعاود العمل عند الساعة الرابعة مساءً ويغلق مرة أخرى إلى الساعة الثامنة مساءً، الأمر الذي ترك استياءً كبيراً لدى الطلاب وأظهر ضعف التنسيق والإدارة التقنية عند الوزارة.
ولم يقتصر الحال على الفساد الإداري والتقني وحسب، إذ اشتكى العديد من الطلاب من علاماتهم المتدنية مقارنةً مع ما قدموه أثناء الامتحان في شهر حزيران/يونيو الفائت.
فقد صرّحت الطالبة “جود، و” مع المركز الصحفي السوري، أنها أمضت سنةً كاملة في التحضير للامتحان في المدرسة و المعهد، بالإضافة لمعلمين مختصين في المنزل، وكانت عندما تنهي الامتحان تجلس وتدقق ما كتبت عبر سلم التصحيح، لكن المفاجأة والصدمة كانت عند ظهور النتيجة ورؤية علامات غير متوقعة أبداً مقارنةً مع ما قدمته خلال الامتحان.
وأضافت جود أن الأمر لم يكن حالةً فردية بالنسبة لها، إذ أنها تفوقت على جميع الطلاب في بلدتها رغم أن مجموعها كان فقط 165 درجة من أصل 220 في الشهادة الثانوية فرع الأدبي، وتأكيداً لذلك الكلام نشرت صفحة “قرارات جامعة إدلب اليوم الجمعة أن نسبة النجاح في الفرع الأدبي بامتحانات إدلب بلغت 50.92 بالمئة، وفي الفرع العلمي بلغت نسبة النجاح 33.39 بالمئة.
يذكر أن جدلاً واسعاً طال امتحان الرياضيات والذي قدمه طلاب الشهادة الثانوية فرع العلمي في إدلب في 13 حزيران/يونيو الفائت، والذي لاقى غضباً وانتقاداً لصعوبة الأسئلة وعجز معظم الطلاب على حلها، حيث تداول ناشطون حينها مقاطع صوتية لمعلمين أكدوا على استحالة حل الأسئلة في أقل من ساعتين لمعلمين مختصين، فكيف إذا كان الاختبار لطلاب بكلوريا!.
وتداولت شبكات إعلامية منها شبكة “جسر برس” حينها نبأ وفاة الطالب “أحمد الرحيل” من مهجري بلدة جرجناز جنوب إدلب مساء الأحد 13 حزيران/يونيو، جراء تعرضه لأزمة قلبية متأثراً بصدمته لعدم قدرته على حل أسئلة الرياضيات كونه من الطلاب المتفوقين في دراستهم، والذين تعبوا خلال السنة الماضية في التحضير لذلك الامتحان، كما نقلت الفرق الطبية 15 طالباً إلى المستشفيات تعرضوا لحالات إغماء خلال ذلك الامتحان.
صورةٌ مكررة عن ريف حلب الشمالي
لم يكن الحال في ريف حلب الشمالي أفضل مما هو عليه في شمال إدلب، ففي مدينة الباب وقبل أن تصدر مديرية التربية والتعليم نتائج امتحانات الشهادة الثانوية بساعات يوم الثلاثاء 27 تموز/يوليو، كان الطلاب قد عرفوا نتائج امتحاناتهم وحصلوا عليها بعد تسريبها وفق ما أفاد مراسلنا في مدينة الباب.
وأفاد عدد من الطلاب لمراسلنا في مدينة الباب أنهم حصلوا على نتائجهم في الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي و الأدبي عن طريق شخص مسؤول في تربية مدينة الباب، وأن الأمر كان سهل جداً دون مراقبة أومسائلة إذ تداول طلاب الشهادة الثانوية رقم أحد المسؤولين في التربية وحصل جميع الطلاب على نتائجهم قبل أن تصدرها مديرية التربية والتعليم في الباب.
تقسّم وفُرقة تطغى على مديريات التربية والتعليم في شمال حلب
خلال متابعة سير أعمال مديريات التربية والتعليم في ريف حلب الشمالي من قبل مراقيبن، وجدوا أن لكل مديرية عمل لا يرتبط مع المديرية الأخرى، وتجلى ذلك عن طريق إصدار نتائج الشهادة الثانوية حيث أصدرتها “مديرية تربية مدينة الباب” في 27 تموز الجاري، بينما أصدرتها مديرية التربية في مدينة اعزاز في 15 تموز الجاري في حين أصدرتها مديرية التربية في عفرين يوم أمس الخميس، وذلك بحسب مواقعهم الاعلامية.
وفي النظر إلى تبعية تلك المديريات نرى أن الشهادة الصادرة عن مديرية التربية والتعليم في منطقة عفرين “غصن الزيتون” تتبع لولاية هاتاي التركية، بينما تتبع شهادات مدينة الباب إلى ولاية غازي عنتاب التركية في حين أن شهادات مديرية التربية والتعليم في اعزاز تتبع لولاية كلس التركية.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
تقرير خبري/ إبراهيم الخطيب