في ظل الحديث عن مبادرات واتفاقيات دولية لحل الأزمة في سوريا، بدءا بمقررات مؤتمر جنيف في عام 2012، ومرورا باجتماعات فيينا الأخيرة، وفي خضم كل ذلك بقي الحديث عن مصير رأس النظام بشار الأسد، مثار جدل بين جميع الأطراف الدولية المتباحثة حول الحل السياسي في سوريا.
وفي هذا السياق، تفاوتت السيناريوهات المتوقعة حول خروج بشار الأسد، فالبعض يجد أن الأسد سيبقى خلال فترة انتقالية قد تستمر 18 شهرا، فيما تصر دول مثل السعودية وقطر وتركيا على رحيل الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية.
وزير الخارجية التركي السابق، فريدون سنرلي أوغلو يرى أن الأسد لن يكون له مستقبل في سوريا، عقب تشكيل حكومة مشتركة مكونة من النظام والمعارضة، حيث تعمل المملكة العربية السعودية على جمع المعارضة السورية في الأيام القادمة.
وانطلقت حملة “لا بديل عن رحيل الأسد” منذ أيام، وظهرت عنوانا للمظاهرات الجماهيرية التي عمت مناطق سوريا في الداخل، حيث رفعت شعارات تطالب بإسقاط الأسد، كما نشطت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت سوزان أحمد، الناشطة الإعلامية، وأحد القائمين على الحملة، إنه “تلا التظاهرات حملة تغريدات باللغة العربية والانكليزية والفرنسية بهاشتاغ #ToppleAssad عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي نشرت صورا وحقائق وأرقاما تظهر بشاعة جرائم الأسد، لتذكر العالم أجمع أنه المجرم الأول في سوريا، والمسؤول الأول عن القتل والتشريد والدمار”.
وفي حديث لـ”الإسلام اليوم”، أوضحت الأحمد أن “الحملة تهدف أيضا إلى التذكير بأن ما يشهده العالم من موجة إرهاب ولجوء، هي بسبب تغاضيهم عن جرائم الأسد في سوريا بالمقام الأول، والتشاغل بمقاتلة داعش التي ثبت إلى الآن أنها تخدم مصالح الأسد وحده، وأنها تساعده في قتل الشعب السوري”.
ولفتت إلى أنه “يتم حاليا تنظيم اعتصامات في عدد من الدول والعواصم العالمية، التي ستتزامن مع فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، منها بوسطن في أمريكا، وهولندة والسويد، وتركيا، لترسل رسالة حب وسلام الأمم تجاه السوريين، وتذكر بأنه لا تنازل عن مطلب إسقاط الأسد، بعد أكثر من 4 سنوات من التضحية”.
وفي نفس الإطار، شددت الأحد على أنه “فعلياً في الوقت الذي تجتمع فيه الدول الكبرى لمحاولة إيجاد حل سياسي، وتعقد القمم وتتخذ قرارات التدخل السياسي، يتم تماما تجاهل مطلب الشعب السوري برحيل الأسد، ومحاسبته هو ومن تلطخ يديه بدماء الشعب السوري، وإرهاب الدولة الذي يمارسه النظام بحق المدنيين في سوريا”.
وأكدت أنه “سيتم نشر عريضة على موقع أفاز، تترافق مع إطلاق الاعتصامات لجمع تواقيع تطالب برحيل الأسد ونظامه ومحاسبتهم”.
كما أوضحت أن “الفريق القائم على الحملة هو عدد من ناشطي حقوق الإنسان والإعلاميين المتطوعين الذين يعملون من أجل توجيه رسالة للعالم أجمع، تذكره فيها بمطالب الثورة السورية، وتؤكد أنه لا يمكن خديعة الشعب السوري، والتفريط بتضحياته مقابل إبقاء الأسد الذي يحفظ مصالح دول باتت تغذي أمنها على دماء أطفال سوريا”، على حد تعبيرها.
وختمت بالقول “برحيل الأسد، لن نخاف الاعتقال وسنخرج معتقلينا إلى النور، وستنخفض معدلات الجهل، والأهم سيتم القضاء على إرهاب الدول، ولا نريد منكم إلا أن تتحركوا معنا، وتضموا أصواتكم إلى أصواتنا، ليسمع العالم أجمع أننا بشر لا نرضى بالظلم أينما كان”.
موقع البشير – محمد العمر