يبدو أن القوى المدبرة من زمن بعيد، خصوصا بعد إسقاط الخلافة العثمانية بإعداد مائة مشروع لذلك كما تحدث أمير البيان “شكيب أرسلان” في كتابه “مائة مشروع لإسقاط الخلافة” وكلها مشاريع غربية وشرقية كائدة ضد الإسلام الحنيف على زعم أنه إرهابي وانتشر بالسيف لا بالسماحة والدعوة… وإنه ليزعج كل حر أن كان المشروع العربي ضمنها عندما تحالف مع الإنجليز فانقلبوا عليه وجاءوا بالخنجر المسموم في قلب العالم العربي والإسلامي (إسرائيل) التي قووا ركائزها وأعمدتها وجعلوها دائمة الدعم لتلك القوى المدبرة للحكومات الخفية العالمية التي ظهر أنها لم تكتف ب(سايس بيكو) الماضي، بل لابد من سايكس بيكو جديدة وأن الأمر لابد أن يتطلب وقتا وجهدا مضاعفين فوق كل ما هو معد ومبيت وذلك لتستمر المأساة الملهاة التي تدمر البلاد والعباد في عالمنا العربي والإسلامي، خصوصا الشرق الأوسط.
وهي إذ استخدمت عدة أساليب وسيناريوهات سابقة محكمة لابد لها أن تعيد تلك الوسائل وبوجه تقني أحدث من حيث دقة المؤامرة المحيرة التي يحار فيها الحليم. والتي يبدو أن هدفها واحد، وهو أنه: كما دوَّخنا المسلمين في القرون الوسطى سندوخهم بقية التاريخ حتى لا ندعهم يذوقون طعم الأمان والسلام والاستقرار في بلادهم التي معظمها إنما هي بلاد كانت للروم وليس للعرب والمسلمين. على غرار ما صرح به الأستاذ اللبناني “جوزيف أبو فاضل” قبل أسبوعين في برنامج الاتجاه المعاكس عبر قناة الجزيرة عندما قال: إن المسيحيين لن يدعوا أحدا يهنأ في سوريا وتركيا وكل البلاد التي انتزعت منا ولابد لنا من استعادتها! وبالتعاون مع من يقتنع بهذه المفاهيم مثل بشار الأسد الذي نفخر بالتعاون معه في هذا المجال. وكأنه يريد أن يؤكد ما اهتم به المؤرخون في كتبهم أن الباطنيين في بلاد الشام وغيرها كانوا دوما مراكز العون لليهود والنصارى ضد المسلمين ومثال موقفهم من صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – في ذلك ليس ببعيد أبدا.
وإن ما يحدث اليوم من اتخاذ الشيعة الاثني عشرية، خصوصا في الشام واليمن، لأكبر دلالة حية على ذلك. وبغض النظر عن تناول الأدوار الفاعلة التي قامت بها أمريكا والغرب عموما لتمتين العلاقة مع إيران، خصوصا في الجانب الاقتصادي – كتغطية – فإننا نشعر أن هذه العلاقات تطورت وأخذت منحى جديدا، بحيث أثبت الواقع أن إيران وثورتها الخفية لم يسطع نجمها لولا ذلك، حيث إن معظم الوثائق تدل عليه. وإن كل هذا إنما هو بهدف أن يتركز في العالم محوران، محور يقف مع إيران واندفاعاتها مع أنه مطلع على الحقائق وأن الشيطانين الأكبرين أمريكا وروسيا لم يعودا كذلك وأن إسرائيل هي التي تدعم هذا المحور.
ومحور آخر يعمل على عدم استبعاد أمريكا والغرب في المعادلة ولكن يود أخذ القرار مستقلا قدر الإمكان لخدمة بعض ما ينادي به المحور السني ضد خصمه الشيعي الذي ظهر أنه ينشر الفكر الآخر الخطير، معتمدا على دعم القوى الخفية والتي بدت اليوم وهي ظاهرة في إصرارها على ديمومة دوامة الصراعات المذهبية لاستنزاف الجميع وإبقاء الطواغيت الاستبداديين الذين يعدون أقوى الواجهات لتحقيق مصالح تلك القوى، حيث إن أي قوى ديمقراطية قانونية لن تفي بضمان منافعهم. وهذا هو الاستعمار الجديد الأنكى والأدهى والأمرّ من الاستعمار الأعمى التقليدي السابق.
ومن هنا يأتي اختيار المبعوث الأممي للقضية السورية “استيفان دي مستورا” كي يطيل وقت الكارثة حتى تخرب البصرة ولا يبقى إلا المخربون! إن دي مستورا معروف بتاريخه الأسود، وقد كان دوره سيئا في الحرب العراقية السابقة وميالا دوما إلى إيران – ويومها لم تكن من البلاد العربية إلا سوريا برئاسة حافظ الأسد مع إيران ضد العراق. وها هو الآن يكرر محاولاته، مستغلا كل ظرف للإبقاء على الأسد الابن السفاح تنفيذا لوصايا الحكومات الخفية التي تقودها الصهيونية العالمية. ومع أنه كان يلتقي مع بعض أطراف المعارضة الداخلية والخارجية في تركيا ولكنه كان حقيقة لا يمكن أن يقف إلا مع اللانظام المجرم الذي أحرق الأخضر واليابس ولم يلب طموحات الشعب وسيبقى كذلك، لأنه لا ضمير له ولا قرار. وعندما نقرأ اليوم كيف أن رئيس حزب العمال المعارض في بريطانيا “إيد مليباند” يعترف بهزيمته في الانتخابات ويستقيل من رئاسة الحزب الذي انتسب إليه وعمره سبعة عشر عاما. ويقول: أتحمل المسؤولية المطلقة عن النتائج… ومثل هذا كثير، نقول: اللهم إلا عندنا فتوجهات الحكومة الخفية أنه لابد من إبقاء هؤلاء الطواغيت الذين يعملون عبيدا لها في المنطقة.
وهكذا فإن كل ما سيصدر عن دي مستورا الذي لا يختلف عن هؤلاء العبيد لن يعدو أن يكون إلا كسابق تصرفاته الفاشلة. ولن يجني في جنيف 3 أو كل جلسة مفاوضات وحل سياسي مزعوم إلا منح المزيد من الوقت للانظام عساه أن يسترجع بعض قواه في حلبة الصراع التي تقدم فيها الثوار كثيرا منذ أشهر عدة، خصوصا بعد تحرير إدلب وجسر الشغور في الشمال ومناطق عدة في الجنوب واعترف الأسد السفاح بذلك، معللا أنه يخوض آلاف المعارك يوميا، فلا عجب في ذلك!. ونقول لدي مستورا: بعد دعوتك الرسمية لحضور إيران في المحادثات، فإنك لن تغير من الواقع شيئا وأن المدعوين الإقليميين لن يقفوا موقف إيران، وخصوصا بعد عاصفة الحزم، فالقضية السورية لا يمكن أن يجري حلها بمعزل عما يجري من أحداث اليوم ولكن – وفي نهاية المطاف – فإن ما لن تشير إليه الحكومة الخفية ولا مستورا ولا… هو أنه كلما تقدم الثوار هرع أعوان الطواغيت لإنقاذهم وإلهاء ذوي المقاومة الشريفة، تماما كما حدث في حرب البوسنة السابقة في التسعينيات، حيث أسرعوا باتفاقية “دايتون” واعترفت بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد أن بلغت الهزائم بجيش الصرب والكروات ذروتها وخيف أن يتسلم البوسنيون الشرفاء مقاليد الأمور في قلب أوروبا.
وهكذا فإنقاذ الأسد اليوم بتدبيرهم وإعادة جنيف 3 إلى الواجهة من جديد ما هو إلا السيناريو نفسه وخصوصا بعد التنسيق القوي الذي عقد في تحالف عاصفة الحزم وبعد التعاون التركي السعودي القطري فيما يجري من أحداث ساخنة، دعما للاستقرار وإيقاف تمدد الذين يريدونها طائفية، بحجة أنهم بذلك يسرعون في إظهار المهدي المنتظر لإصلاح العالم!.
وهي إذ استخدمت عدة أساليب وسيناريوهات سابقة محكمة لابد لها أن تعيد تلك الوسائل وبوجه تقني أحدث من حيث دقة المؤامرة المحيرة التي يحار فيها الحليم. والتي يبدو أن هدفها واحد، وهو أنه: كما دوَّخنا المسلمين في القرون الوسطى سندوخهم بقية التاريخ حتى لا ندعهم يذوقون طعم الأمان والسلام والاستقرار في بلادهم التي معظمها إنما هي بلاد كانت للروم وليس للعرب والمسلمين. على غرار ما صرح به الأستاذ اللبناني “جوزيف أبو فاضل” قبل أسبوعين في برنامج الاتجاه المعاكس عبر قناة الجزيرة عندما قال: إن المسيحيين لن يدعوا أحدا يهنأ في سوريا وتركيا وكل البلاد التي انتزعت منا ولابد لنا من استعادتها! وبالتعاون مع من يقتنع بهذه المفاهيم مثل بشار الأسد الذي نفخر بالتعاون معه في هذا المجال. وكأنه يريد أن يؤكد ما اهتم به المؤرخون في كتبهم أن الباطنيين في بلاد الشام وغيرها كانوا دوما مراكز العون لليهود والنصارى ضد المسلمين ومثال موقفهم من صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – في ذلك ليس ببعيد أبدا.
وإن ما يحدث اليوم من اتخاذ الشيعة الاثني عشرية، خصوصا في الشام واليمن، لأكبر دلالة حية على ذلك. وبغض النظر عن تناول الأدوار الفاعلة التي قامت بها أمريكا والغرب عموما لتمتين العلاقة مع إيران، خصوصا في الجانب الاقتصادي – كتغطية – فإننا نشعر أن هذه العلاقات تطورت وأخذت منحى جديدا، بحيث أثبت الواقع أن إيران وثورتها الخفية لم يسطع نجمها لولا ذلك، حيث إن معظم الوثائق تدل عليه. وإن كل هذا إنما هو بهدف أن يتركز في العالم محوران، محور يقف مع إيران واندفاعاتها مع أنه مطلع على الحقائق وأن الشيطانين الأكبرين أمريكا وروسيا لم يعودا كذلك وأن إسرائيل هي التي تدعم هذا المحور.
ومحور آخر يعمل على عدم استبعاد أمريكا والغرب في المعادلة ولكن يود أخذ القرار مستقلا قدر الإمكان لخدمة بعض ما ينادي به المحور السني ضد خصمه الشيعي الذي ظهر أنه ينشر الفكر الآخر الخطير، معتمدا على دعم القوى الخفية والتي بدت اليوم وهي ظاهرة في إصرارها على ديمومة دوامة الصراعات المذهبية لاستنزاف الجميع وإبقاء الطواغيت الاستبداديين الذين يعدون أقوى الواجهات لتحقيق مصالح تلك القوى، حيث إن أي قوى ديمقراطية قانونية لن تفي بضمان منافعهم. وهذا هو الاستعمار الجديد الأنكى والأدهى والأمرّ من الاستعمار الأعمى التقليدي السابق.
ومن هنا يأتي اختيار المبعوث الأممي للقضية السورية “استيفان دي مستورا” كي يطيل وقت الكارثة حتى تخرب البصرة ولا يبقى إلا المخربون! إن دي مستورا معروف بتاريخه الأسود، وقد كان دوره سيئا في الحرب العراقية السابقة وميالا دوما إلى إيران – ويومها لم تكن من البلاد العربية إلا سوريا برئاسة حافظ الأسد مع إيران ضد العراق. وها هو الآن يكرر محاولاته، مستغلا كل ظرف للإبقاء على الأسد الابن السفاح تنفيذا لوصايا الحكومات الخفية التي تقودها الصهيونية العالمية. ومع أنه كان يلتقي مع بعض أطراف المعارضة الداخلية والخارجية في تركيا ولكنه كان حقيقة لا يمكن أن يقف إلا مع اللانظام المجرم الذي أحرق الأخضر واليابس ولم يلب طموحات الشعب وسيبقى كذلك، لأنه لا ضمير له ولا قرار. وعندما نقرأ اليوم كيف أن رئيس حزب العمال المعارض في بريطانيا “إيد مليباند” يعترف بهزيمته في الانتخابات ويستقيل من رئاسة الحزب الذي انتسب إليه وعمره سبعة عشر عاما. ويقول: أتحمل المسؤولية المطلقة عن النتائج… ومثل هذا كثير، نقول: اللهم إلا عندنا فتوجهات الحكومة الخفية أنه لابد من إبقاء هؤلاء الطواغيت الذين يعملون عبيدا لها في المنطقة.
وهكذا فإن كل ما سيصدر عن دي مستورا الذي لا يختلف عن هؤلاء العبيد لن يعدو أن يكون إلا كسابق تصرفاته الفاشلة. ولن يجني في جنيف 3 أو كل جلسة مفاوضات وحل سياسي مزعوم إلا منح المزيد من الوقت للانظام عساه أن يسترجع بعض قواه في حلبة الصراع التي تقدم فيها الثوار كثيرا منذ أشهر عدة، خصوصا بعد تحرير إدلب وجسر الشغور في الشمال ومناطق عدة في الجنوب واعترف الأسد السفاح بذلك، معللا أنه يخوض آلاف المعارك يوميا، فلا عجب في ذلك!. ونقول لدي مستورا: بعد دعوتك الرسمية لحضور إيران في المحادثات، فإنك لن تغير من الواقع شيئا وأن المدعوين الإقليميين لن يقفوا موقف إيران، وخصوصا بعد عاصفة الحزم، فالقضية السورية لا يمكن أن يجري حلها بمعزل عما يجري من أحداث اليوم ولكن – وفي نهاية المطاف – فإن ما لن تشير إليه الحكومة الخفية ولا مستورا ولا… هو أنه كلما تقدم الثوار هرع أعوان الطواغيت لإنقاذهم وإلهاء ذوي المقاومة الشريفة، تماما كما حدث في حرب البوسنة السابقة في التسعينيات، حيث أسرعوا باتفاقية “دايتون” واعترفت بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد أن بلغت الهزائم بجيش الصرب والكروات ذروتها وخيف أن يتسلم البوسنيون الشرفاء مقاليد الأمور في قلب أوروبا.
وهكذا فإنقاذ الأسد اليوم بتدبيرهم وإعادة جنيف 3 إلى الواجهة من جديد ما هو إلا السيناريو نفسه وخصوصا بعد التنسيق القوي الذي عقد في تحالف عاصفة الحزم وبعد التعاون التركي السعودي القطري فيما يجري من أحداث ساخنة، دعما للاستقرار وإيقاف تمدد الذين يريدونها طائفية، بحجة أنهم بذلك يسرعون في إظهار المهدي المنتظر لإصلاح العالم!.