تسببت ممارسات ميليشيات حزب الله الطائفية ضد سكان بلدة “قارة” السورية في نزوح معظم سكانها إلى “عرسال” اللبنانية وإلى العاصمة دمشق، ولم يبق فيها سوى عدد قليل جدا من أبناء الطائفة المسيحية الذين يشكلون ربع سكان البلدة”.
وتقع “قارة” على طريق حمص -دمشق، وهي آخر بلدة قلمونية من جهة الشمال، تبعد عن العاصمة دمشق 110 كلم كان عدد سكانها، قبل أن تسيطر عليها ميليشيات حزب الله اللبناني بالتعاون مع جيش النظام، حيث بلغ عدد سكانها في نوفمبر 2013، قرابة 50 ألف نسمة، معظمهم من النازحين من منطقة “القصير” والقرى التابعة لها.
ويقول أبو أحمد (وهو اسم مستعار) “إن عددا قليلا من السكان عادوا عقب استقرار ميليشيات حزب الله في البلدة، يقدر عددهم بحوالي 200 عائلة”، مضيفا أنهم وضعوا قبل عودتهم في معتقل الذل في “قدسيا” لفترة من الزمن، حيث تم التحقيق معهم من قبل أمن النظام، فسجن كل الشباب من العائدين ولم يسمح إلا لكبار السن والنساء والشيوخ بالعودة إلى “قارة” ليجدوا بيوتهم السكنية وقد نُهبت بشكل كامل”.
وأردف أبو أحمد أن سكان البلدة حاليا من 4000 -3000 نسمة، معظمهم من كبار السن، ويقطنون فقط في الحارة الشمالية من البلدة، أما الحارة الجنوبية التي تضم مشفى قارة فهي “محتلة من قبل ميليشيات حزب الله”.
وأكد أن كل بيت يصل إلى أسماع ميليشيات حزب الله بأنه فارغ، يحتلونه مباشرة، مشيرا إلى أنه لا يسمح لأهالي “قارة” المتواجدين حاليا بالعلاج في مشفى بلدتهم، ولا حتى الحالات الإسعافية، حيث يضطرون للذهاب إلى مشافي “دير عطية” و”النبك” للإسعاف أو العلاج.
حرق أشجار الكرز
وقامت ميليشيات حزب الله بنهب بيوت البلدة وتقطيع آلاف أشجار الكرز المزروعة غرب البلدة، لتحويلها إلى حطب، وهي أشجار كانت تصدّر إلى أوروبا والخليج العربي، لجودته وكبر حجمه وطيب مذاقه.
ويقول أبو أحمد كان يوجد في “قارة” أكثر من مليون شجرة كرز، المثمر منها 800 ألف، إنتاجها قرابة 4 آلاف طن سنويا، ويصنف على 4 أنواع “البنّغ” و”نابليون” و”لامبيرات” و”جانيت”، ويزرع على ارتفاع 1600 متر عن سطح البحر.
وكانت زراعة الكرز بديل سكان المنطقة بعد انقطاع “مهنة التهريب”، إذ تشكل مصدر دخل أساسيا لمعظم سكان “قارة”.
العربية نت