كشف موقع لبناني عن وجود “بذور صراع علوي شيعي” على الأراضي السورية.
وتحدث موقع “جنوبية” الشيعي، المعارض لسياسات حزب الله، عن خرائط وضعها المستشرق اليهودي برنارد لويس لتقسيم سوريا إلى خمس دويلات، إحداها دولة علوية على امتداد خط الساحل السوري.
وبحسب الموقع، فإن الصراع في سوريا لن يبقى سنيّا شيعيّا فقط، متابعا: “الصراع سيتعدى هاتين الطائفين إلى صراع بين الأقليات في حال قامت سوريا المفيدة”.
ونوّه الموقع إلى أن النظام تمكن من إفراغ عدة قرى سنيّة في الساحل السوري أحد أبرز مناطق “سوريا المفيدة”، وهو مصطلح يطلق على سوريا في حال قسمت إلى دويلات لتستفيد منها إيران والطائفة العلوية.
وتابع الموقع: “سوريا المفيدة تفقد تدريجيا قيمتها التاريخية، وبات جوهر ترؤس الطائفة العلوية زمام قيادتها في حال نشوئها شبه مستحيل مع ازدياد النفوذ الشيعي الاثني عشري في ريف دمشق وأطراف حمص، وفرض التشيع على القاطنين في تلك المناطق”.
وبحسب موقع “جنوبية”، فإن “إيران تسعى حاليا إلى تعزيز النفوذ المذهب الشيعي (الإمامي) في وزارة الأوقاف السورية، التي كان يتقاسمها قبل الحرب السُّنة والشيعة العلويون”.
“جنوبية” كشف أن إيران وإضافة إلى إنشائها غرف عمليات عسكرية في سوريا، أنشأت أخرى للتشيع، ونشرت مذهبها وسط السوريين، وجلبت عوائل شيعية من العراق ولبنان، وأسكنوهم في مناطق طُرد أهلها.
وعاد الموقع سنوات إلى الوراء، فاتحا ملف “خلية الأزمة” التي قتل فيها كبار الضباط العلويين في تفجير لم يُحسم الجدل بعد حول المسؤول عنه، حيث ألمح الموقع لاحتمالية وجود دور إيراني فيه.
وقال الموقع إن “الخلية ضمت أبرز الضباط العلويين، مثل رئيس الأركان آصف شوكت، وحسن تركماني، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار، ورئيس الاستخبارات الجوية جميل حسن، ورئيس الاستخبارات العسكرية عبد الفتاح قدسية، ورئيس شعبة الأمن السياسي ديب زيتون، ورئيس الاستخبارات العامة علي مملوك، وتمكن التفجير من قتل شوكت وتركماني وبختيار، واعتبر موتهم خسارة فادحة للعلويين”.
فيما نقل الموقع، عن مصادر لم يسمها، أن إيران استطاعت تحجيم العلويين في سوريا، إلى درجة إبعاد حرس بشار الأسد الشخصي عنه، واستبدلت بهم حرسا إيرانيا.
وتابع الموقع: “يحمل المشهد السوري عدة سيناريوهات ترتفع معه حظوظ تقسيمها إلى ثلاث فيدراليات – سنية – علوية – كردية، ويرى محللون أن قيام سوريا المفيدة تضمن بقاء بشار الأسد ضمن حدود جديدة. ولكن سوريا المفيدة سوف يسيطر على قراراتها وتقلباتها الشيعة لا العلويون، الأمر الذي يعد خسارة معنوية للعلويين”.
وخلص الموقع إلى أن “العلويين دخلوا مع بشار الأسد معركة الحياة أو الموت؛ للدفاع عن مكانتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي فازوا بها منذ أيام حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، ولكن العلويين ربحوا بقائهم، وبدأوا بخسارة مكانتهم السياسية في العاصمة دمشق”.
ورغم ما ذكره موقع “جنوبية” عن تفوق الشيعة على العلويين، إلا أنه أبرز تمسك العلويين بمناطقهم في اللاذقية وطرطوس.
وأضاف: “لكن مظاهر التواجد الشيعي الإمامي التي عجزت عن اختراق حصون العلويين في الساحل، اخترقت العاصمة السياسية لسورية المفيدة، دمشق. حيث انتشرت عدة فيديوهات تظهر إحياء الشيعة لمراسم عاشوراء في أحياء مدينة دمشق، علما أن مظاهر المناسبات الدينية الشيعية سابقا اقتصرت على منطقة السيد زينب والسيدة رقية”.
كما قال الموقع إن حزب الله والحرس الثوري الإيراني أقاما احتفالات رمزية ومهرجانات سياسية بشكل مشابه لما يحصل في إيران ولبنان، ولكن في سوريا.
وأردف الموقع قائلا: “تمكنت إيران من حصد ثمار دعمها للنظام السوري عبر سلة قوانين، أبرزها قانون أصدره الرئيس الأسد العام الماضي، ودعا فيه وزارة الأوقاف بأن تدعم المدارس الدينية الجعفرية”.
موقع “جنوبية”، وفي تلميح منه إلى تفوق الشيعة على العلويين، قال إنه “وعبر التاريخ، فإن سقوط العواصم هو سقوط للدولة، العاصمة دمشق ستسقط بيد الشيعة الإمامية، أما العلويون فتم استنزافهم في حرب الأسد، عدد قتلاهم فاق الآلاف”.
وختم: “في لعبة الأقليات بسوريا يتصدّر العلويون المشهد، ولكنهم في سوريا المفيدة سوف يخضعون للشيعة في تحوّل يحمل بوادر نزاع وصدام نائم، هذا النزاع قد ينسخ الصراع العلوي – السني، ولكن بشكل مختلف عندما يستيقظ”.
عربي 21