موسكو – هددت السلطات الروسية باتخاذ تدابير ضد وسائل الإعلام الفرنسية، فيما إذا سحبت السلطات الفرنسية ترخيص قناة “آر تي فرانس” التي بدأت البث ليل الاثنين وسط شكوك قوية من قبل الحكومة الفرنسية والرئيس إيمانويل ماكرون الذي وصفها بأنها “أداة دعائية”.
وأعلن النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، “إذا تم سحب الترخيص من ‘آر تي فرانس’، فمن المؤكد أن تحصل وسائل الإعلام الفرنسية في روسيا على ‘الجواب’، وهي التدابير ذاتها التي فرضت على وسائل الإعلام الأميركية”.
وذكّر جباروف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال “إذا واصل الأوروبيون خطوات الولايات المتحدة بالضغط على ‘آر تي’، فإنهم بالتأكيد سيتلقون إجراءات جوابية”، وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية.
وأضاف جباروف “أعتقد أن السلطات الفرنسية لن تقوم بسحب ترخيص ‘آر تي’، فهي لا تحتاج إلى حلقة جديدة من تدهور العلاقات مع روسيا، وهم إضافة إلى ذلك يعانون من حصار المواد الغذائية”.
وكانت شخصيات عامة قد تقدمت من خلال صحيفة “لو موند”، الأربعاء، بطلب إلى رئيس المجلس الأعلى للوسائل السمعية والبصرية في فرنسا أوليفييه شراميك، لسحب ترخيص قناة “آر تي فرانس”.
وقاد ماكرون قبل سبعة أشهر الانتقاد الرسمي للشبكة الروسية واتهمها صراحة بنشر معلومات مضللة عنه من خلال موقعها الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي أثناء الانتخابات الرئاسية التي أجريت في وقت سابق هذا العام وفاز فيها ماكرون.
وتنفي الشبكة هذه المزاعم ورفضت رئيستها التنفيذية زينيا فيدورفا الانتقادات مجددا. وصرحت بينما كانت تتحدث في مقر القناة الجديد في ضاحية بغرب باريس بأن “روسيا اليوم” تقدم الأخبار “التي لا تغطيها وسائل الإعلام الرئيسية”. وقالت فيدروفا، الاثنين، قبل ساعات على الموعد المقرر لبدء بث القناة الناطقة بالفرنسية إنها لم تحصل بعد على موافقة رسمية لتغطية المؤتمرات الصحافية داخل قصر الإليزيه.
من جهته، ذكر متحدث باسم الحكومة الفرنسية الأسبوع الماضي أن الحكومة قلقة من انتهاك حرية التعبير لكنه سلط الضوء على أن “روسيا اليوم” مملوكة لقوة أجنبية.
ورفضت فيدروفا هذه التصريحات وأشارت إلى قنوات إخبارية دولية معروفة جيدا تتلقى تمويلا عاما مثل تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” و”فرانس 24”.
وتشكل فرنسا بالنسبة لـ”روسيا اليوم” سوقاً أخرى في مجال توسّعها حول العالم، وهو ما أكّدته تقارير إعلامية أميركية، أشارت أيضا إلى أن ذراع روسيا الناعمة الناطقة بعدة لغات آخرها بالفرنسية، تثير مخاوف الولايات المتحدة وأوروبا معتبرة أنها تهدف إلى توضيح مواقف روسيا واستغلال الانقسامات في الديمقراطيات الغربية.
وسبق للشبكة الروسية أن خططت عام 2014 لإطلاق قناة تبث بالفرنسية، إلا أن هذه الخطوة تعثّرت بسبب الأزمة الاقتصادية التي أصابت روسيا وما نتج عنها من انهيار لقيمة العملة المحلية الروبل.
العرب