لم يسفر تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا عن استئناف المشاريع الاقتصادية الضخمة فحسب، بل يبدو أنّ الأمور تتجه إلى تعاون استخباراتي متكامل في سورية.
وذكرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية، اليوم الاثنين، أنّ روسيا بدأت بتسليم تركيا المعلومات الاستخباراتية اللازمة لتنفيذ عملية “درع الفرات”، والتي أطلقتها القوات التركية على الحدود شمالي سورية.
وكشفت عن أنّه تم التوصل إلى الاتفاق بهذا الشأن خلال المفاوضات الأخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في إسطنبول.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري دبلوماسي مطلع، قوله إنّ “الوفد الروسي ضم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، الذي عقد محادثات مع نظيره التركي خلوصي أكار، وتوصل الجانبان إلى اتفاق بشأن تسليم البيانات الاستخباراتية التي قد تكون مفيدة للعسكريين الأتراك عند تنفيذ عملية درع الفرات”.
وأكد المصدر أنّ الجانب التركي “يشارك أيضاً المعلومات، إذ إنّ الأتراك لديهم أجهزة خاصة فعالة وشبكة جيدة من العملاء في سورية”.
من جهته، أوضح النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فرانتس كلينتسيفيتش، لـ”إزفيستيا” أنّ تركيا انضمت “بشكل غير علني” إلى مركز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين روسيا وسورية والعراق وإيران.
وقال كلينتسيفيتش إنه “على الرغم من أنّ تركيا بلد الناتو، روسيا مستاءة من محاولة الانقلاب التي قد يكون لبعض القوى الغربية ضلوع غير مباشر فيها. أدرك الرئيس أردوغان والقيادة التركية أنّه يمكن التعامل مع روسيا”.
وبدأت كل من روسيا وتركيا تطبيع العلاقات التي تدهورت على خلفية حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل سلاح الجو التركي في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، كما دفعت محاولة الانقلاب في تركيا نحو مزيد من التقارب السياسي.
وعقد الرئيسان ثلاثة لقاءات خلال شهرين، كان أولها في العاصمة الشمالية الروسية سانت بطرسبورغ، ثم على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في الصين، بالإضافة إلى القمة الأخيرة في إطار مؤتمر الطاقة العالمي في إسطنبول.
العربي الجديد