دعت وزارة الخارجية الروسية تركيا يوم الأربعاء، إلى “تجنب استهداف الأكراد”، والتنسيق مع الحكومة السورية حول اي عملية في سوريا, مؤكدة بالوقت نفسه عى أنها “تشاطر” أنقرة سعيها لمحاربة شر تنظيم “داعش”.
ونقلت وكالات انباء عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تأكيدها على “ضرورة مراعاة القانون الدولي وتنسيق أي عملية عسكرية في أراضي دولة ذات سيادة مع الحكومة الشرعية لتلك الدولة”.
وكانت الحكومة التركية نفت, يوم الاثنين, شن حربا من خلال توغلها شمال سوريا وعزمها البقاء هناك, مشيرة الى ان كل الأطراف المعنية بما فيها الحكومة السورية كانت على علم بعملية “درع الفرات”.
ودعت زخاروفا الشركاء الأتراك إلى “توخي الحذر في اختيار الأهداف في سياق إجراء عملية محاربة الإرهاب في شمال سوريا، وتجنب توجيه ضربات إلى مناطق توجد فيها فصائل معارضة أو مجموعات اثنية، بما في ذلك أكراد سوريا الذين ينخرطون أيضا في الحرب ضد “داعش”.
وتاتي هذه الدعوة متناغمة مع تصريحات وزارة الدفاع الامريكية التي طالبت تركيا بعدم استهداف اكراد المعارضة السورية خلال عملياتها في سوريا, والتركيز على محاربة “داعش”.
وتتهم تركيا حزب “الاتحاد الديموقراطي” في سوريا و”وحدات حماية الشعب” التابعة له بانهما “منظمتان ارهابيتان” بحكم قربهما من “حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض نزاعا مسلحا على اراضيها منذ 1984.
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن “الجانب الروسي يراقب عن كثب العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا. مبينة ان “الهدف الأهم والأكثر إلحاحا في الوقت الراهن يكمن في الشروع في محاربة الخطر الإرهابي بجبهة موحدة بمشاركة جميع الأطراف المعنية”.
وبدأ الجيش التركي, في 24 اب الحالي, عملية برية في مدينة جرابلس الحدودية وسط عمليات قصف وغارات جوية شنتها مقاتلات تركية وأمريكية على مواقع “داعش” في المدينة, حيث تمكنت فصائل معارضة سورية, مدعومة من تركيا, من السيطرة على المدينة بالكامل، بعد معارك مع “داعش”, كما انتزعت عدة قرى في جنوب غرب المدينة من الاكراد والتنظيم , وذلك قبل اعلان مسؤول أمريكي عن التوصل لاتفاق بوقف اطلاق النار بين الأتراك وقوات كردية في سوريا , في حين أكد وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر تشيليك رفض بلاده التصريحات حول التوصل لهذا الاتفاق.
وبشأن الوضع في شمال سوريا، قالت زاخاروفا إن عناصر “جيش التحرير و”لواء صقور الجبل” و”فيلق الشام” المنضوية تحت لواء “الجيش الحر”، توسع نطاق هجماتها إلى جنوب وغرب جرابلس وتشتبك مع القوات الكردية”, لافتة إلى أن قيادة تحالف “قوات سوريا الديمقراطية” قررت تأجيل تحضير العملية ضد معاقل “داعش” في الرقة بغية التركيز على مواجهة “العدوان التركي”.
واثار التدخل التركي ادانة من الحكومة السورية, قلق روسي بشان الوضع على الحدود السورية – التركية, فيما ابدت واشنطن موقفا غير مرحبا, معتبرة ان التوغل التركي في الشمال ” يعقد تشكيل جبهة موحدة” ضد (داعش), داعية انقرة الى التركيز عى محاربة “داعش” وعدم استهداف اكراد المعارضة السورية, في حين اعلنت تركيا, على لسان عدد من مسؤوليها, ان العملية ستسمر في سوريا, حتى زوال كل التهديدات التي تهدد تركيا.
وعن موضوع اخراج المسلحين من مدينة داريا بريف دمشق، أعربت زاخاروفا عن “أملها في أن تساعد التجربة الناجحة لإخراج المسلحين من داريا في غوطة دمشق الغربية، في تخفيف مستويات العنف”, مرجحة “توسيع هذه التجربة”، كما اشارت إلى “توصل السلطات السورية لاتفاق مماثل حول استعادة السيطرة على مدينة المعضمية المجاورة لداريا”.
واعتبرت زخاروفا أن “خروج المسلحين من داريا يعني إزالة أحد المعاقل الأساسية للعصابات المسلحة في جنوب شرق دمشق، مشيدة “بإحراز هذا الهدف عن طريق التفاوض”.
وبدأ، يوم الجمعة 26 اب، تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي فصائل معارضة سورية بالاضافة الى الاهالي من مدينة داريا , على 3 دفعات , حيث وصلت سيارات تابعة لمنظمة “الهلال الأحمر السوري” إلى المدينة، عقب اتفاق تم التوصل اليه بين النظامي وفصائل المعارضة بالمدينة.
وتعد مدينة داريا من أكبر مدن الغوطة الغربية لدمشق، وشهدت حصاراً خانقاً من 2012، ادى لتسجيل حالات وفاة وإعياء وهزال خصوصا بين الاطفال والمسنين بسبب نقص الدواء والغذاء, فضلا عن تواصل عمليات القصف, حيث سبق ان تعرضت لقصف بقنابل “النابالم” , خلال محالات من النظامي اقتحام البلدة, ما ادى الى سقوط ضحايا ونشوب حرائق كبيرة, وفقا لمصادر معارضة.
سيريانيوز