قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الخميس، أن سبب قرار وفد المعارضة السورية، المنبثق عن مؤتمر الرياض، تعليق مفاوضات جنيف يعود إلى تحقيق الجيش النظامي “نجاحات” في شمال محافظة حلب، مشيرة إلى اشتراط تأمين الحدود التركية السورية ليتسنى وقف إطلاق النار.
ويأتي كلام زاخاروفا، عقب يوم على إعلان الأمم المتحدة تعليق مفاوضات جنيف3، على أن يتم العودة للعمل بها في 25 شباط الجاري، حيث اتهم رئيس وفد النظام بشار الجعفري دي مستورا بتعليق المحادثات لـ”التغطية” على نية وفد المعارضة الانسحاب من المحادثات التي لم تبدأ فعليا بين وفدي النظام والمعارضة حتى لحظة تعليقها.
وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحفي، إن الجيش النظامي تمكن بعد إعادة السيطرة على عدد من البلدات في شمال حلب، من قطع الطريق لمسلحي “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” بين شمال محافظة حلب ومحافظة إدلب، مؤكدة أن موسكو وضعت شرط تأمين الحدود التركية السورية ليتسنى وقف اطلاق النار.
واعتبرت زاخاروفا إن ذلك جاء بمثابة “ضربة” جدية لمختلف الإرهابيين، وكذلك أعوانهم والمشرفين عليهم.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت في وقت سابق اليوم الخميس، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول الأول عن وقف إطلاق النار، لافتة إلى أن مسؤولية الاتفاق على ذلك تقع أيضاً على عاتق كل الأطراف المعنية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن نظيره الروسي سيرغي لافروف وافق خلال محادثة هاتفية بينهما يوم الخميس على ضرورة مناقشة سبل تنفيذ وقف لإطلاق النار في سوريا.
وكشفت الدبلوماسية الروسية إن بعض الجماعات في سوريا وقعت عقودا تجارية مع ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” حول تزويد إدلب بالوقود والأسلحة، مقابل تصدير سلع زراعية إلى الرقة وغيرها من المناطق بشرق سوريا، لافتة إلى أن طريق تزويد مسلحي إدلب بالوقود قطع حاليا، ولا يبقى لديهم سوى إمكانية نقل الوقود من تركيا من خلال معبر باب الهوى الذي تسيطر عليه “جبهة النصرة”.
وكانت وكالة (رويترز) نقلت عن مصدر عسكري سوري، لم تسمه، قوله إن الجيش النظامي سيفرض قريبا طوقا كاملا على مناطق مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تزامناً مع استمرار عملياته شمال المدينة.
ولجأت عدة أطراف إلى تحميل عمليات الجيش النظامي وحلفاءه في حلب مؤخراً، مسؤولية إفشال مفاوضات جنيف3، حيث اعتبرته تصعيدا لـ”إذلال” المعارضة.
يشار إلى أن مختلف الأطراف الدولية والإقليمية والسورية، سارعت إلى إلقاء الاتهامات بتحمل مسؤولية تعليق المفاوضات وإظهار مواقفها تجاه ذلك، حيث تم تعليق المحادثات بعد ستة أيام فقط من انطلاقها في 29 كانون الثاني الماضي.
سيريانيوز