مع استمرار السوريين في ثورة الكرامة تستمر وتيرة العنف من قبل النظام بالارتفاع، لتتعدد أنواع القتل وآلياته لترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية، فيما يستمر السوريون في دفع الثمن باهظا لرفضهم حكم النظام السوري.
تلك الأساليب الوحشية أدت لارتقاء أكثر من نصف مليون مدني في فترة لا تتجاوز الخمسة سنوات، ويبقى للموالين أو ما يطلق عليهم “الشبيحة” الدور الأكبر في ارتفاع أعداد القتلى والمعتقلين، جاعلين من أسمائهم رعباً يشعر به كل السوريين.
عمد نظام الأسد منذ بدء الأزمة على جذب السوريين، محاولاً زرع التفرقة والطائفية بينهم، فبدأ الإعلام السوري بالترويج على أن المتظاهرين هم ارهابيون ويجب التصدي لهم.
يقول محمد الحلبي: “مع تحقيق الثورة أهدافها بالسيطرة على أراض جديدة، يكسب النظام أعواناً وموالين جدد من خلال انضمام أشخاص لا هم لهم إلا القتل والمال، لقد كان المال وحمل السلاح من أهم الأسباب التي دفعت إلى زيادة عددهم بشكل خطير، حتى امتلأت الأحياء والمنازل ممن يطلقون على أنفسهم (الدفاع الوطني) حاول النظام أن يخلق بين الأحياء السكنية بديلاً ورديفاً لجيشه الذي انهار منذ الأشهر الأولى للثورة، نتيجة الانشقاقات المتكررة”.
يقول مصطفى المحمد أحد سكان حمص: “لقد كانت أول حادثة ظهور للشبيحة في حمص حيث قامت قوات النظام بتسليح الشبان، في بعض الأحياء الموالية مثل حيي عكرمة والزهراء”.
تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن عدد اللجان في سوريا، حيث ذكرت الصحيفة التي صدرت في أغسطس الماضي عن حوالي 100 ألف عنصر يساندون النظام في حملته العسكرية ضد شعبه، لكن الوطنية لم تكن هي السبب الوحيد الدافع لحمل السلاح، بل فقر الحال وانتشار البطالة وارتفاع المعيشة وحب المنصب والمال دفعه إلى حمل السلاح واللباس المموه.
يقول محمد الإدلبي: “بدأت طوابير الشبان تقف يومياً على أبواب ثكنات الدفاع الوطني بعد زيادة الرواتب التي شملت المتطوعين، حيث أصدر النظام قراراً في 2013 بمنح راتب 35 ألف ليرة “للتشكيلات الهجومية” و 20 ألف ليرة “للتشكيلات الدفاعية”، ويخضع العناصر لعدد من القادة مثل فادي صخر المسؤول عن الدفاع الوطني في دمشق تتوزع مناطق اقامتهم وثكناتهم حسب كل محافظة”.
يقول أحمد أبو حمزة: “في بداية الثورة انتشرت العناصر على الطرقات الدولية لتقوم بسرقة وخطف المسافرين، وبعد خروج الكثير من المناطق عن سيطرة النظام التجأ الكثير منهم إلى مدينة ادلب لتتحول إلى ثكنة كبيرة لهم، كان الملعب البلدي غرب المدينة منطقة محظورة على السكان”.
في الليل تبدأ أعمالهم تنتشر في أسواق المدينة المغلقة، فكسر لمحل هنا، وسرقة لمحل هناك، وسيارة لهم تخطف وتقتل مقابل المال.
وفي العاصمة دمشق تتوزع العناصر في منطقة “المزة 86” وهو حي اقامه النظام السوري للعلويين الذين استقدمهم من قرى اللاذقية، وطرطوس، وجبله، وفي حي الورود، وعش الوروار، وجب الرز، ويخضع العناصر لتدريبات كثيفة بالقرب من دمشق لمواجهة تقدم الثوار الغير متوقف.
خلال السنوات الفائتة حاول النظام إبعاد أبناء طائفته عن لهيب الحرب بعد تشكك الطائفة العلوية بقدرة النظام على البقاء، وأن أبنائهم هم وقود لحربه المزعومة، لذلك كانت التشكيلات الهجومية مكونة من عناصر الدفاع الوطني محاولاً الحد من انتشارهم الكبير وتشكيلهم خطراً يهدد حكمه.
ونشر موقع “ملائكة سوريا” على الإنترنت في العام الفائت تقريراً يوضح فيه عدد قتلى النظام والمليشيات المقاتلة إلى جانبه التي تصل إلى مطار اللاذقية في الساحل السوري، فحسب مصادر داخل مطار “حميميم” فإن طائرتا شحن هبطتا في المطار وعلى متنهما حوالي 300 جثة، وأضاف المصدر: إن الطائرة الأولى كانت تحمل 99 قتيلاً بينما حملت الثانية 184 قتيلاً لضحايا قوات النظام.
وأضاف الموقع إن المطار يستقبل أسبوعيا طائرتين من هذا النوع تتراوح حمولة كل منهما ما بين 100 و 150 قتيل، وفي بعض الأحيان أكثر من مئتي جثة، كما بلغ عدد ضحايا الجيش والأجهزة الأمنية الذي نقلوا إلى محافظتي طرطوس واللاذقية وحدهما منذ مطلع العالم الفائت حتى الآن (8987) قتيلاً.
أشخاص منعهم المال من رؤية مطالب أبناء بلدهم، ليقفوا إلى جانب النظام ويكونوا له عوناً وحطباً لحربه، البعض يتذرع بحجة الفقر، بينما الآخر يعلن حبه للوطن وقائده فيبدأ بقتل الآخرين، في النهاية تصبح كلمة الموالي للنظام تنشر في قلوب من يسمعها الذعر والخوف.
المركز الصحفي السوري – سائر الإدلبي