بخطوة جريئة للتغلب على العوز، اتخذت اللاجئة السورية “أم النور” الهاربة من صراع الحرب السورية لدولة الجوار تركيا، مهنة الحلويات لتوفر لها ولأسرتها الدخل، في ظل انعدام فرص العمل المتاحة لها أو لأحد أفراد عائلتها وخاصة أنها ممن فقدن فرصة متابعة الدراسة.
بدأت الشابة السورية (29عاماَ) بصنع الحلويات المختلفة الدمشقية والسورية المختلفة، مستغلة مهارتها والفترة التدريبية التي أمضتها في ظل جمعية خيرية تعنى بتعليم النساء مهناً حرّة وتدعى جمعية “رفع المستوى الصحي” المشيدة في مدينة إدلب مسقط رأسها، التي كان ريعها يساهم في سد بعض الاحتياجات الضرورية للأرامل والأيتام.
بابتسامة الرضا تبدأ “أم النور” يومها بالتسوق وإعداد لوازم الحلويات مع حرصها على التردد على أكثر من مركز للبيع ساعية للحصول على العروض المنافسة لبعض المواد المطروحة كـ “السمن والحليب والطحين عداك عن أصناف المكسرات التي ترافق الدولار بارتفاعه وهبوطه”.
وتشير إلينا في حديثها معنا قائلة ” إن الحلويات السورية الشعبية كالنمورة والهريسة والمعمول بمختلف أصنافه والتي تخرج من نطاق كونها حلويات فقط بل موروثات وثقافة لا تختلف عن ثقافة الأتراك أيضاً”.
تتابع “في مشروعنا الصغير، أحظى بمساعدة بقية أفراد الأسرة، وبالرغم من ذلك الدخل الوارد بالكاد يكفي لسداد إيجار المنزل الذي يصل إلى 300 دولار وتأمين وجبات طعام بسيطة تفتقر في أغلب الأحيان للحوم الحمراء”.
ليست” أم النور” السيدة الوحيدة التي تسعى جاهدة متحدية الأوضاع الاجتماعية السيئة في دول اللجوء فأمثالها كثيرات اخترن العمل الحرّ والمنزلي وتحملن عناء الجهد الجسدي، على طلب المساعدة من أحد أو انتظار المساعدات الإنسانية”.
في السياق ذاته لكن في مجالٍ آخَر، تتحدّث السيدة أم عادل (40 عاماً) لموقعنا عن مشروع المطبخ السوري الذي أسّسته في مدينة الريحانية حيثُ تقول “بعد أن فقدت زوجي وضاقت الأحوال بعد الغربة والنزوح عن الوطن، لم أستسلم وبدأتُ أطبخ لعددٍ بسيطٍ من العائلات السورية في المدينة. أحبّوا الأصناف التي أقدّمها وخاصة أنها تذكّرهم ببلدهم وتعيدهم إلى ذكرياتهم فيها، فبدأ المشروع يكبر حتى أسّستُ مطبخي الخاص من المأكولات السوريّة وأنا سعيدة به”.
على الرغم من نجاح التجارب المهنية لبعض النساء السوريات في دول اللجوء، إلا أنَّ هناك تحديات تقف أمامهن في تأسيس مشاريعهن الخاصة… أولها التكاليف التي يستلزمها افتتاح أي مشروع. من شراء المواد الأولية والتجهيزات اللازمة وما شابه، وهو ما تعجز عن تأمينه الكثيرات، بالإضافة إلى عائق عدم إتقان اللغة الأجنبية اللازمة والتي تقفُ حجر عثرة في التواصل سواء في بداية المشروع أو خلال تسويقه.
صولة جديدة من النجاح تخوضها “أم النور” و “أم عادل” إلى جانب نساء سوريات وجدّن أنفسهن في غمرة الصراع من أجل البقاء، ولمثلهن تقبل الجباه.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد