مروان حديد
نبذة
مروان حديد (1934 – 1976) مؤسس وقائد حركة الطليعة في سوريا، اعتقلته المخابرات الجوية في 30 حزيران سنة 1975، وتوفي في سجن المزة العسكري بعد سنة من اعتقاله في شهر حزيران سنة 1976.
مولده ونشأته
ولد مروان حديد في مدينة حماه عام 1934، والده تاجر في أحد أسواق حماة التجارية.
هو الرابع من خمسة أشقاء، شقيقه الأكبر ( أحمد ) محامٍ وأحد الأعضاء البارزين في الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إلى أكرم الحوراني، وشقيقه الثاني ( عدنان ) يحملُ شهادة الدكتوراة في الصيدلة والمخابر وله اتجاه أخيه أحمد نفسه مع صبغة تحريرية واضحة، عاش وما زال يعيش في أوروبا بعد أن تزوج من فتاة دانمركية، وأخوه الثالث ( كنعان ) ضابط كبير مُسّرح له الانتماء نفسه، قام عبد الناصر بتسريحه من الجيش وهو برتبة رائد أيام الوحدة بعد خصام مع ضابط مصري كبير أدى إلى إشهار السلاح (رواية حمامتان السورية تؤرخ لتلك الفترة وتذكر تفاصيل الحادثة بدقة)، ويأتي الرابع (مروان)، وخامسهم كان شقيقه رضوان.
نشأ مروان وحصل على الثانوية العامة الفرع العلمي عام 1955، تخرج في كلية الزراعة جامعة عين شمس، مصر في 1964، طالت مدة دراسته بسبب كثرة اعتقاله من قبل المخابرات المصرية، التحق بكلية الآداب جامعة دمشق قسم الفلسفة وحصل على البكالوريوس عام 1970.
انتماؤه للحركة الإسلامية
نشأ مروان في بيئة حزبية اشتراكية وكان مسؤولاً مالياً عن التنظيم الاشتراكي في ثانوية ابن رشد في الفترة التي سبقت التحاقه بجماعة الأخوان المسلمين، وكانت المرحلة التي انخرط فيها في صفوف الإخوان مرحلة انقلابات في سورية ومضايقات للحركة الإسلامية من قبل الحكومات الانقلابية المتعاقبة، وكان العمل في تلك الحقبة سريّاً ويتركز في جامع النوري الشهير في حماه.
شارك مروان في نشاطات الجماعة وفي العمل بالحملة الانتخابية ومحاولة كسب التأييد للدكتور السباعي أثناء الانتخابات التكميلية بين الدكتور السباعي مراقب الجماعة وبين رياض المالكي الاشتراكي التقدمي.
سافر مروان إلى مصر والتقى بتلاميذ الشيخ حسن البنا الذي طالما أحبه ولم يعرفه، والتقى بسيد قطب وإخوانه، فأعلن عداءه لعبد الناصر الذي خان وعوده وعهوده وحاربه في كل مكان، وكان أشد ما يكون له مجاهرةً في العداء والمحاربة عندما سافر إلى مصر ليتلقى علومه فيها.. بحسب تصريحاته اللاذعة التي كان يطلقها أمام الجميع.
عودته من مصر 1964
عاد مروان في أوائل شهر آذار 3/1964 من مصر بعد حصوله على بكالوريوس الهندسة شعبة محاصيل من كلية الزراعة – جامعة عين شمس، فعقد الندوات الدينية في بيته ومسجده الصغير في حيّ البارودية، وأقام المحاضرات والدروس في المساجد فكشف نوايا البعثيين وعرّى مخططاتهم و ألهبَ حماس الشباب.
وبوصفه مسؤولاً عن قطاع الطلاب في حركة الإخوان المسلمين فقد شارك في احتجاجات طلاب ثانوية عثمان الحوراني بمنطقة الحاضر في مدينة حماة بتاريخ 7/4/1964، يوم أن خرج الطلاب في مظاهرة احتجاجاً على اعتقال السلطة أحد الطلاب الذي كتب على السبّورة آية قرآنية وهي : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فاحتجَّ الطلاب البعثيون ودارت مصادمات فيما بين الطلبة الإسلاميين والبعثيين تدخلت المخابرات على إثرها. واعتقلت الطالب وقدمته لمحكمة أمن الدولة التي حكمت عليه بالسجن لمدة عام مع تغريمه مبلغاً من المال، وطالب الطلاب في مظاهرتهم مدينة حماة بالإضراب فاستجاب التجّار وأبناء الشعب وأغلقوا محلاتهم، وتدخل الجيش لرفع حالة الإضراب فرفض أهالي حماة هذا الطلب وتقدموا بمطالب لمحافظ المدينة عبد الحليم خدّام الذي رفض هذه المطالب.
ما بعد 1964
أرادوا اعتقاله في أوائل شهر آذار 1973 في منزله الكائن في حي البارودية وكادوا يقتلون ابن أخته لو لا أن حذَّرهم أحد المباحث أن هذا غير مروان . ثم انتقل إلى دمشق، وكان مروان قد عقد على فتاة تعلم حياته وتدرك نوع العيش الذي يمكن أن تحياه معه وذلك في أواخر عام 1972، وللظروف التي أحاطت به لم يدخل بها عاشا معا إلى أن داهمته قوة المخابرات في صبيحة يوم 30 حزيران 1975.
كان تعذيبه كبيرا في أبية سجون النظام حتى انهارت قواه وهزل جسده وانتقل إلى مشفى حرستا العسكري، زاره أخوه ليكون شاهدا على موته بحجة إضرابه عن الطعام، لكنه لم يمت وأخذ يتماثل للشفاء، ثم نقله النظام إلى سجون المخابرات العسكرية بالمزة وهو مايزال مريضا، استدعي أهله على عجل ليجدوه ينازع في رمقه الأخير، وقد أشار إليهم بإصبعه إلى رقبته وأنه قد أعطي حقنة في عنقه، وإذ بالأجهزة الطبية تشير إلى أن ضغطه أخذ يهبط من جديد وتوفي خلال ساعات.
توفى في سجن المزّة العسكري في شهر 6/1976
لم يُسمح لأهله بدفنه في حماة، فدُفِنَ في دمشق في مقبرة الباب الصغير تحت حراسة الأمن المشددة التي أحاطت بالمكان، وبعد دفنه بقيت الحراسة على القبر شهوراً حيث كانوا يعتقلون كل من يزور القبر.
(أخذت المادة العلمية من ويكيبيديا- تسجيلات فيديو من اليوتيوب- مواقع مختلفة بعد مقاطعتها بعضها مع البعض الآخر.)
المركز الصحفي السوري – علاء العبدالله