شكل مقتل القيادي في قوات “سوريا الديمقراطية”، وقائد كتائب شمس الشمال الملقب بـ”أبي ليلى” صدمة كبيرة، ليس على أتباعه ورفاقه وحسب، وإنما أيضا على الإدارة الأمريكية التي نعاه مسؤول كبير فيها عبر حسابه في “تويتر”.
وقال مبعوث الرئيس باراك أوباما الخاص للتحالف الدولي، بريت ماكغورك، في تغريدته: “إننا سنصلي لروح الشهيد أبي ليلى، الذي ضحى بنفسه من أجل تحرير وطنه”.
وكان المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها؛ أكد الأنباء الواردة عن مقتل عضو المجلس العسكري لمجلس منبج العسكري، فيصل سعدون “أبي ليلى”، متأثرا بجراح أصيب بها في 3 حزيران/ يونيو الجاري، خلال معارك ضد تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي.
وتبع إعلان مقتل أبي ليلى من قبل فصائل ثورية؛ نفي من الصفحة الرسمية لقوات “سوريا الديمقراطية” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
لكن وكالة رووداو الكردية المقربة من السلطات في أربيل؛ أكدت الخبر، وأعلنت عن “استشهاده” على حد وصفها، مؤكدة أنه نقل إلى مستشفى بمدينة السليمانية “على إأثر إصابته بجراح خطيرة، جراء استهدافه بنيران قناص من قبل تنظيم داعش في الريف الجنوبي لمدينة منبج بريف حلب الشمالي”.
وبينت الوكالة أن سعدون “وضع تحت العناية المركزة؛ بسبب عدم استقرار حالته الصحية بعد إصابته بطلقة نارية أطلقها قناص في رأسه، وانفجارها فيه، ثم تم نقله إلى جهة مجهولة، بعد قضائه ليلة في المستشفى كان طوالها فاقدا للوعي، قبل أن يلقى مصرعه ليل الأحد الاثنين”.
وشيع الآلاف من أهالي كوباني، الاثنين، جثمان سعدون، بالإضافة إلى المقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية هارون كوباني. وشارك في التشييع الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم، والرئيسة المشتركة لمجلس “سوريا الديمقراطية” إلهام أحمد.
أبو ليلى في سطور
ويعد مقتل أبي ليلى -بحسب مراقبين- الخسارة الأكبر من نوعها على مستوى قيادي، في المعارك مع تنظيم الدولة.
وكان أبو ليلى قد شارك في معارك مدينة عين العرب (كوباني) وريفها، ومناطق أخرى بريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي.
وانتقل أبو ليلى المولود في عام 1984 في قرية كتكاني كوباني، إلى مدينة منبج عام 2005، ومع انطلاق الثورة؛ عمد إلى تأسيس لواء جبهة الأكراد، الذي لم يكتب له عمر طويل، ليؤسس بعدها كتائب “شمس الشمال” التي بقي على رأسها حتى وفاته.
وتعد الكتائب التي شكلت في نيسان/ أبريل 2014، تشكيلا عسكريا ضمن المعارضة السورية، ويقول القائمون عليها إن هدفهم هو مقاتلة النظام السوري، ليتوجهوا بعدها إلى مقاتلة تنظيم الدولة بدعم من التحالف الدولي.
وفي بيان لها نشرته على صفحتها في “فيسبوك”؛ وصفت وحدات حماية الشعب أبا ليلى، بأنه “من الثوار الأوائل لثورة الشعب السوري ضد الاستعباد والدكتاتورية والظلام”.
وقالت إنه “ناضل في العديد من الساحات والميادين، بدءا من منبج مدينته التي عاش فيها سنوات طويلة، لينتقل بعد أحداث تل حاصل وتل عرن إلى تأسيس وقيادة الجبهة الشرقية، وينضم إلى أحرار سوريا ضمن التشكيلة العسكرية لجبهة الأكراد أواخر العام 2013”.
وأضافت أنه “حارب على جبهات حلب ضد قوات النظام، وواجه اجتياح داعش لمدينة منبج، فكان آخر من غادر المدينة بعدما قاوم ببسالة وبطولة في الخطوط الأولى بين رفاقه ومقاتليه”، على حد قولها.
عربي21