لم يستطع الشاب السوري مجاهد عقيل حضور المؤتمر السنوي الذي تعقده غوغل رغم أن الأخيرة وجهت له دعوة رسمية، ورغم أن “غوغل” واحدة من أكبر الشركات في العالم، ذلك أن أميركا رفضت أن تعطيه الفيزا التي ستمكنه من حضور مؤتمر “Google I/O 2016” للكلام عن التطبيق الذي ابتكره عقيل لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا بتسيير أمورهم هناك.
ربما خافت الولايات المتحدة الأمريكية أن يتقدم عقيل لطلب اللجوء، فحرمته من فيزتها، ولم يساعده أنه سيترك خطيبته وأخته في تركيا، وبالتالي سيتوجب عليه العودة، ولم تؤثر الدعوة الرسمية لغوغل له وذكرها في الدعوة أنها ستتكفل بإقامته كاملة طوال فترة الزيارة، لتأتي النتيجة أنه استطاع حضور المؤتمر عبر فيلم قصير صوره فريق من غوغل معه وعنه في تركيا، عن تطبيق “غربتنا”، وتم عرض الفيلم ضمن المؤتمر، وأما رد غوغل على القنصلية الأميركية فكان معنوياً ربما لم تنتبه له القنصلية الأميركية، ولكنه يعني الشيء الكثير لعقيل، إذ إنه وبدلاً من عرض 3 أفلام عن 3 تطبيقات اختارتها غوغل كأكثر التطبيقات تأثيراً في المجتمع، عرضت الشركة تطبيق “غربتنا” فقط.
يقول عقيل لـ”العربية.نت” إنه لم يفكر أن تطبيق “غربتنا” سيلقى اهتماماً عالمياً، ولم يخطر بباله عندما بدأ يفكر به أن التطبيق سيؤثر “بالتصنيف العالمي” بالمجتمع، وإنما كان تفكيره محصوراً بالعمل على تطبيق يساعد أبناء بلده على شؤون حياتهم في تركيا، وذلك انطلاقاً من وجوده هو نفسه بتركيا، ومعاناته في بادئ الأمر من صعوبة فهم المجتمع الغريب وتسيير أموره وأوراقه الرسمية هناك.
“غربتنا” تطبيق جديد، يعلم السوري في تركيا كيف يتمكن من الحصول على أوراق رسمية، ويطلعه على الأخبار والقوانين في تركيا، يعلمه كيف يمكنه التقديم على بطاقة لاجئ، وكيفية التسجيل في الجامعة، ويساعده في الوصول إلى فرص العمل المتوفرة للسوريين، وعلى تسجيل الأطفال في السجلات الرسمية والزواج والعديد من الأمور التي يحتاجها الإنسان في بلد جديد.
يقول عقيل في الفيلم الذي عرضته “سوريا ستبقى وطننا.. ولكن من الممكن أن نجعل هذا المكان كالوطن”.
خرج عقيل ابن الـ26 عاماً من حلب عام 2012 بعد تجربة اعتقال من قبل النظام، وعند خروجه كان في السنة الرابعة من دراسته الجامعية للبرمجة، وبعد أن وصل تركيا أسس مهندس الإلكترونيات السوري شركة “نماء” للحلول البرمجية، وليعمل على ابتكار تطبيقين لمساعدة اللاجئين في تركيا، أحدهما هو التطبيق الذي جاءته دعوة غوغل بسببه، والثاني تطبيق “ترجملي لايف” وهو تطبيق تم عمله لمساعدة السوريين في الترجمة أثناء تعاملهم مع الأتراك.
لم تستغرق مقابلة عقيل في القنصلية يوم 9 مايو الجاري وقتاً طويلاً، أجاب فيها عن أسئلة كثيرة، وأكد لمقابليه في القنصلية أنه لن يتقدم بلجوء في أميركا، وأن الرفض جاءه فوراً في المقابلة نفسها، وعندما حاول الاستفسار عن السبب لم يجد جواباً.
أميركا حرمت عقيل من الحصول على فرصة الحديث أمام آلاف المبرمجين في واحدة من أكبر وأهم شركات البرمجة عالمياً عن تطبيقه، وربما يكون جواز السفر الأزرق الذي يحمله لا يسمح لمبرمج أثر في المجتمع أن يدخل أميركا البلد الذي استضاف العدد الأقل من اللاجئين السوريين.