ريم أحمد
في ظل ظروف الحرب الدائرة في سورية من قصف وهدم واعتقالات ونزوح و لجوء بدأ من قرية لقرية ومن ثم من مدن بعيدة و ملاحقة الطيران لهم دفعهم إلى دول بعيدة فمنهم من لجأ إالى الاردن ومنهم من لجأ الى لبنان و تركيا لتبدأ معاناة جديدة وحقيقية لهؤلاء السوريين اعتقدوا أنهم قد لاذوا بالفرار من بطش التظام وأسلحته المحرمة دوليا ,في حين لم يدركوا ما ينتظرهم في مخيمات هذه الدول من ظروف صعبة بداية من المسكن و الخدمات المختلفة من الصرف الصحي والمأكل والمشرب و التعليم وتجاهل وصمت دولي حيال هذه العقبات التي لربما تصبح كارثة إذا ما استمر الحال هكذا.
فتلك المخيمات هي موت ولكن بطريقة تختلف عن الموت في سورية .تكتظ الخيمة بما لا يقل عن عشرة أشخاص رغم أنها لا تتسع لنصف العدد. هذه الخيمة لن تحميهم لا من حر الصيف الذي يجلب معه الغبار و الحشرات , ولا من برد الشتاء الذي يجلب معه المطر و الثلوج و العواصف التي تقتلع هذه الخيمة في أغلب الأحيان مما يتسسب بمرض نسبة كبيرة من الأطفال والمسنين وبالتالي نقلهم الى المشافي القريبة من المخيم باعتبار ان اجسادهم لا تحتمل سوء تلك الظروف وفي السياق ذاته، قال ناشطون ميدانيون داخل مخيم عرسال بلبنان والزعتري بالأردن إن «عشرات الأطفال مهددون بالموت برداً داخل المخيمات» في كل شتاء . . كما يعاني لاجئي هذه المخيمات من انتشار عدد من الأمراض بسبب الازدحام وانعدام منظومة الصرف الصحي ،وقلة التنظيم وقال المستشار الإعلامي لهيئة الإغاثة التركية في ولاية لواء اسكندرون/هاتاي، بُراق قراجة أوغلو: “مؤخراً، إن العائلات السورية التي تعيش في المخيمات تمر بأيام صعبة، نتيجة الأمراض المعدية”. , وفي السياق ذاته، قال ناشطون ميدانيون داخل مخيم عرسال بلبنان والزعتري بالأردن إ”ان الامراض والاوبئة تنتشر بشكل كبير وخطير نتيجة الاوضاع الصحية السيئة وقلة النظافة”. حتى مياه الشرب النظيفة يعانون لا من قلتها بل من إنعدامها فهم يشترونها بثمن غالي كما هو الحال في مخيم اطمة المتواجد على الحدود السورية -التركية حيث التقينا مع سيدة تدعى ام حسين لتروي لنا عن شح المياه في المخيم تقول :”نعاني صعوبة كبيرة في الحصول على مياه الشرب النظيفة و أغلب العائلات التي لا تملك المال تعتمد على تجميع المياه في فصل الشتاء وشرب ميا ه غير صالحة في فصل الصيف , فالمياه بالباردة بالنسبة لنا تكاد تكون حلم ففي اغلب الاحيان نشرب المياه الساخنةبسبب أشعة الشمس الحارة التي تزيد من عطشنا باعتبار المياه الباردة هي اغلى ثمنا فسعر قطعة الثلج (المياه المثلجة)تتجاوز 300ليرة سورية فكل عائلة تحتاج على الاقل لقطعتين ثلج يوميا “.متخيل معناتنا في هذا المخيم إنه وضع لا يحتمل.
«التعليم أفضل شيء في الحياة»، هذا ما قالته فتاة تبلغ من العمر 12 في إحدى مخيمات لبنان .
ألاطفال هم أكبر ضحية في المخيمات ,فبسبب حرمانهم من التعليم لانعدام المدارس في أغلب هذه المخيمات فبانعدام التعليم يدمر جيل كامل وربما اجيال اذا ما استمرت الثورة السورية لسنوات ,فقد إنتقل الأ‘طفال من مقاعد الدراسة ألى العمل بأجر بخس جدا أو التسول لعينوا أهلهم على المعيشة في ظل هذه الظروف الصعبة .فالحديث عن الطفل وحقه في التعليم لا يكاد ينتهي ولكنه خارج نطاق العمل والتنفيذ.مع العلم ان كل هذه المخيمات هي متبناة من قبل منظمات وجمعيات وهيئات ونحن بدورنا نلقي باللوم على هذه الجهات التي ذكرناها سابقا لطالما هي القت على عاتقها المسؤولية ونناشد كل من يعنيه الأمر بالتحرك حيال هذه المخيمات والحد قدر المستطاع من معناتاتهم .