حملوا بعض متاعهم وفروا بأرواحهم إلى قدرهم …
قدرهم أن ينهي حياتهم صاروخ من طيران مجرم تعمل دول كُبرى على تجميل وجهه القبيح.
وفي صورة لسيارة صنعت محلياً سال الدم من جنباتها ، اختصرت إنسانية العالم في موت صامت يحصد أرواح الأحرار السورين .
نعم لقد استشهدت عائلة جمال سدران الذي عانى ما عانى في مناطق سيطرة النظام فقرر الفرار إلى مكان أكثر أمان بعد اعتقال ابنه الكبير عدنان من قبل قوات النظام، ليستقر في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجريح فقد ظن أنه أصبح في أمان … نعم هو في أمان من الاعتقال و ظلمات السجون و جلاديه ، ولكن أصبح في جحيم القصف الحاقد ، ومرارة التشرد ، و الموت بمختلف النكهات… عمل جمال بالزراعة لسد رمق أطفاله من الجوع ولكن عمله لم يشفع له عند ذلك المجرم الأعمى الذي لا يكاد يميز بين من يؤيده وبين من ثار عليه.
نعم أبو عدنان مُصابك كبير فلقد فقدت زوجتك واثنيين من أطفالك اليوم.
نعم لقد بكيت عليهم بألم وبحرقة قلب نعم ولقد بكت سيارتك دماً معك على من كانت تحتضنهم بكل حنان وتمشي على مضض في درب مجهول لتنقل فلذات كبدك إلى ما كنت تظن أنه مكان أمن و لقد حاولت أن تدافع بصفيحها عنهم وفشلت بعد أن تمزق جسده عبثاً نعم حنان حديدها يتجاوز معظم دعُاة الإنسانية …!
أبو عدنان مصابك كبير ولكن هذا حال الكثير من السورين ولن تكون أخر من يعاني طالما هذا المجرم مُتربع على أنقاض سورية وطالما يجد من يُجمل قبح أعماله، وليس بوسعنا إلا أن ندعوا لك بالصبر و بالرحمة لمن فقدت و بالحرية لمن يرزح تحت ظلمات السجون.
المركز الصحفي السوري