كان أحمد طفلًا صغيرًا يبلغ من العمر ثماني سنوات عاش في شمال مدينة حماه في اللطامنة تلك البلدة التي دمرتها طائرات ومدفعية النظام البائد. ذات يوم في صيف 2017 كان أحمد يلعب على ركام أحد البيوت المجاورة لبيته عندما وجد شيئًا ذهبيًّا لامعًا بين أعواد الحطب كان مقذوف طلق ناري ، كان أحمد فضوليًّا فأخذه وبدأ اللعب به.
فجأة شعر بألم حاد وقوي بيده اليسرى، نظر إلى الأسفل فرأى الدم ينزف من أصابعه ، ركض مسرعًا إلى منزله خائفًا مصدومًا. حاول والده إرقاء النزف وتضميده لكن لم يكن لديه الأدوية والأدوات اللازمة، فناب عن ذلك بقطعة قماش من ملابسه ، احتاج وصول أحمد إلى مشفى تخصصي في الشمال السوري على الحدود التركية يومين حتى بدأ رحلة علاج طويلة حتى يتم إنقاذ ما تبقى من أصابع تكون عائلًا وسندًا له في المستقبل.
طالت فترة علاجه أكثر من الشهرين من عمليات متتالية ورافق العلاج دعم نفسي ومعنوي حتى تم الشفاء . خلال سنوات الحرب لم يكن أحمد وحيدًا ومنفردًا بمثل هذا الحدث ، هناك العديد من الأطفال مثل أحمد الذين تضرروا من مخلفات الحرب. وسوف يرافق أحمد وأمثال أحمد آلام نفسية عميقة حيث تسببت هذه الحادثة بفقدان إصبعين من أصابع يده ، ولم يعد قادر على الذهاب إلى المدرسة وتغير مسار مستقبله بانفجار هذا المقذوف.
صدفة وبعد قرابة الأربع سنوات اجتمعت مع أحمد في ورشة للحدادة كان يعمل بها بيد فيها ثلاثة أصابع فقط وعلى الرغم من شدة إصابته كان هناك أمل وقوة الإرادة التي ساعدته على تحدي الحياة. هذه كانت قصة أحمد قصة ألم وحزن وفقدان لكنها أيضًا قصة أمل وتحدي قصة عن قوة الطفولة وإرادتها في التغلب على الصعوبات.