يتوالى تهاوي أصنام حزب الله على أرض الشآم الطهور، تلك الأصنام التي عبدها البعض من دون الله تبجيلًا واحترامًا بينما عرف سرّ سحرها من فتح الله بصره وبصيرته، فسعى إلى إبطاله وحين عجز عن إبطاله أمام الشعوب، انبرى للمهمة أهل الشام الأبطال أحفاد بني أمية فامتشقوا عصى موسى عليه الصلاة والسلام فأبطلت سحرهم الذي خُيل للمغررين بأنه يسعى، ولم تُبطل السحر فحسب، وإنما قتلت السحرة واحداً تلو الآخر، وها هم يتهاوون وتتهاوى معهم أسطورة رسموها لأنفسهم تضليلًا وكذبًا ولم يكتفوا بالتضليل والكذب في حياة هؤلاء القتلى، وإنما سعوا للكذب حتى بعد مماتهم إذ يرسمون لهم نهاية رموز لكنها رموز ثلجية ذابت تحت شمس سماء دمشق الأموية، فبان عوارهم وكذبهم…
مع سقوط كل صنم من أصنام حزب الله يستدعي كل جهده الهوليودي الكاذب الخارق في إظهار أنه قتل بغارة صهيونية، وكأن الغارات التي يشنها مع عصابات أسد والإيرانيين والروس والأميركيين على الشعب السوري على مدى سنوات هي غارات صديقة للسوريين وللأمة وليست لنشر القتل والخراب والدمار، والمشكلة فقط في غارات بني صهيون هذا إذا صدقت روايتهم، وهم كاذبون تماماً فيها أولاً لأن الصهاينة الذين اغتالوا رموز المقاومة الفلسطينية في عزّ قوتها وجبروتها في السبعينيات بعملية الفردان وغيرها وسط بيروت لن يعجزهم قطف رؤوس هؤلاء في بيروت إما بغارة جوية أو بعملية اغتيال، فلماذا يتم الاغتيال فقط في دمشق وليس في بيروت التي يسرح ويمرح فيها الموساد، بعد أن ظهر كبار مسؤولي حزب الله مخترقين للحزب نفسه، وهذا معلن وموثق آخرهم كان مسؤوله المالي، ومسؤول كبير في مشفى الرسول الأعظم التابع له..
إذن الظاهر والواضح بالنسبة لنا أن القتل حصل في مكان آخر، لكل هؤلاء قتلة الشعب السوري ومصاصي دماء الأمة على مدى عقود، والمكان بحسب الناشطين هذه الأيام هو خان طومان أو كما أطلق عليه البعض خان لطمان، حيث كان المجرم يقوم بمهمته الجهادية الحقيقية بتعريف القتلة من حزب الله، وهي مهمة قتل أحفاد بني أمية وأحفاد خالد والمثنى وأبي عبيدة، وكان الناشطون والثوار قد أكدوا أنه لم تكن هناك غارات صهيونية على مطار دمشق بالأمس فكيف قتل بها كما ادعى الحزب، ثم تواضع إلى قتله بانفجار لم يحدد ملابساته، وقد ظهر ارتباك واضح في الرواية الرسمية للحزب فبعد أن كان قد أعلن عن تعرضه لغارة صهيونية، عاد وقال حصل بانفجار كبير قرب مطار دمشق، لكن الحاضنة الاجتماعية تتحدث عن تورط ضباط من عصابات أسد في قتله أو التخلص منه، وكلها روايات متهافتة، تؤكد أن القتل حصل في مكان آخر، فإن كانت قيادات كبرى للحرس الثوري الإيراني تقتل في خان طومان وبريف حلب فإنه من الآكد أن يكون أمثال هؤلاء في مقدمة صفوف المقاتلين بريف حلب..
هوت أصنام كثيرة خلال مسيرة ثورة الأمة ثورة الشام العظيمة وكان من بينها عماد مغنية وابنه جهاد ثم سمير القنطار والآن مصطفى بدر الدين المصنف الذي يعتقد أنه أشد أهمية من نصر الله نفسه، من حيث دوره في الحزب عسكريًا وسياسيًا، ومصطفى يعود دوره القذر إلى تفجيرات الكويت التي طالتها في الثمانينيات، وكل من يحاول أن يروج إلى أن التخلص منه لدوره في اغتيال رفيق الحريري إنما يروج وينشر دعاية الحزب، فهذه المحكمة وهذا العالم ليس مهتماً لا بالحريري ولا بقاتليه، فلم يهتم بنحر أمة وشعوب حتى يهتم بنحر قاتلين من أمثال مصطفى في اغتيال الحريري، وقد أعلنت من قبل المحكمة عن أسماء متهمين واضحين ولم يُسلموا وضرب الحزب بعرض الحائط بكل مطالب المحاكم الدولية، فلماذا يخشى الآن والعالم كله في فوضى، والعالم ليس مهتمًا ولا معنيًا بقتل مئات الآلاف وتشريد ملايين حتى يأبه بقتل شخص مثل الحريري مضى على قتله عقد كامل، إذن فكل ما يروج هو عبارة عن سحابة دخان كثيفة يطلقها الحزب ومؤيدوه من أجل التغطية على مكان القتل الحقيقي وهو الثقب الشامي الأسود الذي سيبتلع كل حثالاتهم بإذن الله..
كلمة أخيرة للأمة بأن الشام هي المختبر لصمودكم ولقوتكم وخياناتكم وخذلانكم، فما خذلتموه كافيًا، وآن الآوان للتعويض فإن التاريخ لن ينسى والشعوب كذلك ، وما عليكم إلا استدراك ما يمكن استدراكه، فعز الشام عزكم وذلها لا سمح الله ذلكم، وعز الشرق أوله دمشق..
ترك برس