لم تنتهِ سلسلة المتفوقين التي يسطرها السوريون كل عام، فرغم المعاناة والتشرد، والغربة والبعد عن الأهل والوطن، لم تثنِ عزيمة الطلاب السوريين على أن يكونوا بالمراكز الأولى، فبالتحدي هزموا كل الصعاب، وأثبتوا للعالم أجمع أن السوريين صامدون رغم كل شيء.
بوسائل الراحة البسيطة التي تكاد تكون معدومة في كثير من الأحيان، ودفع وتشجيع من ذويهم استطاعوا التفوق.
من بين الركام والدمار خرجوا وتركوا كل شيء لم يحملوا معهم من الوطن سوى الذكرى والكثير من الألم إلا أن التحدي كان سلاحهم الوحيد للوقوف في وجه الصعاب.
لم يقف أي شيء عقبة في وجوههم لا اللغات ولا الثقافات المختلفة، ففي البلاد العربية تفوقوا من لبنان إلى مصر والجزائر والإمارات والسعودية، وإلى بلاد غربية من تركيا إلى ألمانيا وفرنسا وأيضاً أمريكا.
في كل بلد كان لهم محطة وبصمة تفوق وفخر لبلدهم وفي هذا العام تحديداً كان الحصاد وفيراً.
ففي الإمارات تمكنت الطالبة “هاجر القطيفان” من الحصول على المركز الأول في امتحان الشهادة الثانوية وقد تلقت اتصالاً هاتفياً من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية حاكم دبي مهنئاً إياها بذلك التفوق وحصولها على المركز الأول على مستوى الدولة، وحصلت أيضا “نور غازي المفضي” على الدرجة الخامسة في الفرع العلمي.
أما “ناديا حبوس” التي حصلت على المركز الأول إناث في السعودية في القسم العلمي وحصول “أحمد نور عامر الدروبي” من حمص على علامة 100% بالبكلوريا وبالتالي تحقيقه المرتبة الأولى ذكور.
أما في ألمانيا فقد حصلت “نور ياسين قصاب” على جائزة التميّز بعد حصولها على العلامة الكاملة في شهادة الثانوية العامة بدرجة ممتاز.
وفي تركيا عبّر أستاذ اللغة العربية “محمود العلي” عن فرحه الكبير واصفاً نجاح ابنته “ساجدة العلي” بالتحدي والقوة بعد أن أتى نجاحها بالمرتبة الأولى بالثالث الثانوي العلمي على مستوى ثانوية الإخاء للطلبة السوريين في تركيا، بتقدير 99.67 في محصلة الفصل الثاني وهي الآن تطمح لدراسة الطب البشري.
أيضاً في مخيمات اللجوء في مدينة تل أبيض التركية كرّم عدد من طلاب المخيم بنجاحهم بالتفوق على مستوى الولاية والمدينة.
ولمصر كان نصيب وافر من تفوق السوريين فقد حقق أكثر من 66 طالبا وطالبة من السوريون معدلات تجاوزت 88% في الشهادة الثانوية العامة المصرية فيما جاء التفوق على اختلاف المناهج.
ومن بين إنجازات النجاح – علما أنها كثيرة- كانت في لبنان ومن نصيب “محمد عمار سعيد كوشك” الذي حصل على المركز الثاني في امتحان الشهادة الإعدادية وكوشك الذي ينحدر من داريا المحاصرة (ريف دمشق) فقد غادر سورية منذ عامين ورغم الظروف الصعبة في التنقل تمكن من التفوق هو وأخته “نور” أيضاً.
التفوق لم يكن سهلاً على جميع الطلاب السوريين فالمعاناة في بلاد الاغتراب كثيرة وخصوصاّ أولئك الطلاب في مخيمات النزوح فهم يعانون من عدم الاستقرار في المدارس وحتى المنازل وكثيراً منهم يتنقل من مكان لآخر فيما يعانون من صعوبة المناهج المتبعة حتى لو كانت تدرّس بالعربية, ففي تركيا مثلاً المناهج غير مستقرة وهناك صعوبة بدفع الأقساط المدرسية العالية, أما في بلاد أخرى فالطالب عليه تعلم لغة البلد الذي يقيم فيه حتى يستطيع البدء بالدراسة.
بعد أكثر من خمس سنوات على الحرب مازال التعليم مستمراً والطالب السوري يشق طريقه بكل قوة قاهراً كل الصعوبات مثبتاً للعالم أجمع في كل مرة أن الطالب السوري هو الأفضل متخذاً سلاح العلم للمضي بطريق التفوق والنجاح.
المركز الصحفي السوري- أسماء العبد