(رويترز) – قالت منظمة التحرير الفلسطينية يوم الخميس إنها ترفض الانجرار إلى تأييد أي هجوم عسكري في مخيم اليرموك الواقع على مشارف دمشق في تراجع عن تصريحات سابقة لأحد اعضائها بانها تؤيد تحركا للجيش السوري ضد المسلحين هناك.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحكم أجزاء واسعة من العراق وسوريا قد سيطر على كل مخيم اليرموك تقريبا في الأيام القليلة الماضية.
وقالت منظمة التحرير في بيان صدر من رام الله إنها تؤكد “رفضها الانجرار إلى أي عمل عسكري مهما كان نوعه أو غطاؤه وتدعو إلى اللجوء إلى وسائل أخرى حقنا لدماء شعبا ومنعا للمزيد من الخراب والتهجير لأبناء مخيم اليرموك.”
وكان أحمد مجدلاني وهو وزير سابق في السلطة الفلسطينية أرسلته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى دمشق لمناقشة الأزمة مع الحكومة السورية قال في وقت سابق إنه يؤيد تماما هجوما للجيش السوري لاستعادة السيطرة على المخيم. واتهم الإسلاميين المتشددين الذين يسيطرون على المخيم باستغلال محنة الفلسطينيين لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وأضاف “أرادوا ان يحولوا المخيم إلى نقطة ارتكاز لتوسيع دائرة الاشتباكات وأعمالهم الإرهابية داخل المخيم وخارجه.”
وقال مجدلاني إن الجيش السوري وجماعات فلسطينية محلية احرزوا بعض النجاحات في صد تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنوا حتى الان من السيطرة على 35 في المئة من المخيم.
وكان مخيم اليرموك مترامي الأطراف يؤوي نحو 160 ألف فلسطيني قبل بدء الحرب السورية في عام 2011.
وقال مجدلاني إنه لم يتبق سوى 17 ألفا و500 من السكان وتم إجلاء نحو ألفين منذ أحدث جولة من المعارك.
وفي وقت سابق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا الذي يراقب تطورات الصراع في سوريا إن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على 90 في المائة من المخيم بعد أن تغلب على جماعة أكناف بيت المقدس وهي جماعة مسلحة معارضة للرئيس بشار الأسد وتتألف من سوريين وفلسطينيين.
ويبعد تنظيم الدولة الإسلامية الآن بضعة كيلومترات عن قصر الرئيس الأسد.
وردد المسؤول الفلسطيني موقف الحكومة السورية بأن السبيل الوحيد لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من المخيم هو من خلال القوة.
واضاف قوله “ما توصلنا إليه مع الأشقاء في سوريا وفصائل العمل الوطني أن الخيارات التي كانت سابقا للحل السياسي قد أغلقها مسلحو داعش (اختصار الاسم القديم لتنظيم الدولة الإسلامية).”
وقال مجدلاني “جرائم القتل التي ارتكبوها لم تترك لنا خيارا سوى الحل الأمني الذي يراعي الشراكة مع الدولة السورية باعتبارها صاحبة السيادة.”
وكان المرصد السوري قال إن طائرات القوات الجوية السورية تشن حملة قصف على مخابئ مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في المخيم كل يوم تقريبا منذ تسلل مقاتلو التنظيم من حي الحجر الأسود المجاور الذي تسيطر عليه قوات المعارضة.
وتقول الأمم المتحدة إنها تشعر بقلق بالغ على سلامة السوريين والفلسطينيين في المخيم. ويعاني المدنيون المحاصرون هناك منذ وقت طويل من حصار حكومي إدى إلى نقص حاد في الغذاء وتفشي الأمراض.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون للصحفيين في نيويورك إن المخيم صار يشبه “مخيما للموت” وان سكانه يواجهون “سيفا ذي حدين: العناصر المسلحة داخل المخيم والقوات الحكومية بالخارج.”
وحذر بان من ان أي “هجوم كبير على المخيم وكله من المدنيين سيكون بمثابة جريمة حرب شائنة اخرى يجب محاسبة المسؤولين عنها.”
وتابع “لا يمكننا ببساطة أن نقف مكتوفي الأيدي لنتابع مذبحة على وشك الحدوث.”