أصدرت إدارة منتخب النظام قراراً نهائياً باستبعاد مهاجم المنتخب عمر خريبين ، وذلك لتطاوله على مدرب المنتخب كما برّر البيان.
وتعود جذور الخلاف بين عمر خريبين ونبيل معلول، لفترةٍ سابقة، حين تمّ استدعاء الخريبين لمعسكر تدريبي للمنتخب في سوريا، ثم بدأت الخلافات تطفو على السطح، حتى أن الخلاف وصل بين خريبين والمدرب الى الشتم والسُباب، بل أن أحد أفراد الفريق صرّح لإحدى الوكالات أن الخريبين كاد يضرب المدرب في إحدى تلك المشاجرات.
ومما زاد الأمر سوءً تصريح الخريبين أن المدرب التونسي يقوم بشتم الاعبين بأمهاتهم، ويقوم بمعاملتهم بطريقة سيئة جداً، وأنه لن يقبل اللعب مع المنتخب ما دام هذا المدرب على رأس الفريق ، أما المدرب التونسي، فقد صرّح أنه سمع أموراً من خريبين، لو أنه صرّح بها فسيُمنع من دخول سوريا، وعندما سُئل عن عقوبة خريبين من قبل اتحاد الكرة، قال ليس لي دخل بالعقوبة التي استحقها اللاعب وأنه يعتبر كل اللاعبين أولاده.
أما الجمهور الرياضي، فقد تباينت آراءه بين مؤيّدٍ لخريبين، وبين مؤيّدٍ للمدرب، فقد اعتبرت إحدى التعليقات أن خسارة الخريبين كبيرة، ويجب إقالة المدرّب، فقد قال حامد حامد ” الخريبين افضل لاعب في اسيا ولا يجب ان يتم التخلي عنه ابدا من اجل مدرب اكبر إنجازاته الدوري التونسي ”
من خلال هذا التعليق نلاحظ الاستخفاف بالمدرب بمقابل دعم اللاعب الذي يحترف منذ سنوات في الدوري السعودي.
أما محمد رزاز فقد قال ” المدرب التونسي نبيل معلول معروف وله سمعته الدولية ولكن لاعبنا قليل احترام ويجب تطبيق العقوبة بدون اي تهاون حتى يعتبر عبرة لمن يعتبر “.
وهنا نلاحظ التباين العكسي مع الرأي السابق حيث أن محمداً يصطّف وبقوة مع المدرب من منطلق الانضباط وفرض الأوامر، بدون تمييز بين لاعب وآخر.
رأي الجماهير المعارضة
أما الجمهور السوري في مناطق الشمال السوري،فقد كان بعيداً عن كل هذه المهاترات، وغلبت على آرائه سمة الشّماتة والتّشفي باللاعب.
فقد قال زكوان الإدلبي “فخار يكسر بعضو منتخب براميل وشبيحة ولموضوع ما بيهمني اطلاقاً ”
ويُذكر أنّ خريبين، المنحدر من دمشق، كان قد أعلن في بداية الثورة انحيازه لها، ومعارضته للنظام السوري، وإدانته للجرائم الوحشية، التي يقوم بها جيش نظام الأسد، بحق المدنيين السوريين، ثم ما لبث أن عاد إلى حضن النظام، بحجة المشاركة بتصفيات كأس العالم لكرة القدم، مع مجموعة من اللاعبين، أبرزهم فراس الخطيب، وعمر السومة.
لطالما كان المنتخب مجال للتجاذب والخلاف بين السوريين خلال سنوات الحرب الفائتة، ككثير من القضايا الأخرى، فالرياضة والسياسة والفن كلها أمور كانت وماتزال مثار خلاف وشحن بين السوريين، فهناك من يعتبره منتخب يمثل الوطن ككل، وبين من يعتبره منتخب للشبيحة وللبراميل، كما يدعوه البعض ، ولطالما جاهر أعضاؤه بولائهم لرأس النظام السوري ،الذي استقبلهم في قصره، ووقّع لهم على قمصانهم ، أمّا قضية معلول وخريبين فلا تعدو أن تكون قضية رأي عام، سوف يتم طيّها مع ظهور أوّل نتائج المنتخب في الاستحقاقات الرياضية القادمة …
بقلم ضياء عسود /المركز الصحفي السوري