مع قدوم فصل الشتاء في كل عام، يتسلل البرد بين الخيام المهترئة للنازحين في الشمال السوري، وتطوق مياه الأمطار مخيماتهم لتقّطع أوصال الطرق فيها مغرقة بعض الخيام التي لم تقتلعها الرياح، وسنويا يموت أطفال من البرد في ظل غياب وقود التدفئة أو الملابس المناسبة لمواجهة البرد.
قبل حلول الشتاء نزح عشرات الآلاف باتجاه المناطق الآمنة نسبيا في شمال غربي سورية، في حين يبقى الآلاف في المخيمات والتجمعات العشوائية، كما يوضح فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان، الأحد، وقد تعرضت المنطقة خلال الشتاء الماضي إلى أكثر من ست عواصف مطرية خلفت أضرارا كبيرة بالمخيمات.
ويناشد الفريق المنظمات والهيئات الإنسانية تقديم المساعدة العاجلة للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية
في شمال غربي سورية، حيث زاد عدد المخيمات خلال فترة النزوح الأخيرة إلى 1293 مخيما يقطنها أكثر من مليون نسمة، كما يطالب الفريق بالمساهمة الفعالة في تأمين احتياجات الشتاء للنازحين، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفا، وإصلاح شبكات الصرف الصحي، وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى الخيام، ورصف الطرق في المخيمات والتجمعات، والعمل على تخفيض أعداد القاطنين في المخيمات من خلال تحقيق الاستقرار في المدن والقرى التي شهدت عمليات النزوح الأخيرة.
لجوء واغتراب
ويترقب معظم النازحين أن تقدم لهم المنظمات الإنسانية ما يمكن أن يواجهوا به برد الشتاء، وتقول آمنة، المهجرة من ريف حمص الشمالي إلى تجمع للمخيمات قرب بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي، لـ”العربي الجديد”، إنها تأمل في أن تحصل على وقود للتدفئة كما حدث العام الماضي، وهو أمر يخفف عنها وعن أفراد العائلة، مضيفة أنها تقيم في منزل مؤقت مكون من غرفتين ضمن تجمع عشوائي، وهو أفضل بكثير من الخيمة التي عاشت فيها قرابة عام كامل منذ تهجيرها.
ويرى الناشط الإعلامي خضر العبيد أنه لا يمكن التكهن بما قد يسببه فصل الشتاء للنازحين في المخيمات، خاصة المخيمات غير المجهزة بخيام قادرة على الصمود في وجه العواصف، ويبين لـ”العربي الجديد”، أن العواصف والسيول تتسبب سنويا بأضرار بالغة في المخيمات، وكل المناشدات لا تثمر إلا عن قدر ضئيل من الاستجابة.
ويتجهّز النازحون لمواجهة الشتاء بإقامة حواجز ترابية بجوانب الخيام، ويضعون عليها الأحجار، بينما بدأت بعض الجهات الإنسانية فرش طرق بعض مخيمات ريف إدلب الشمالي بالحصى لمنع تحولها إلى طرق طينية موحلة تعيق حركة النازحين خلال الأمطار.
نقلا عن العربي الجديد