ذكرت صحيفة “الحياة” اللندنية في تقرير نشرته اليوم، الجمعة 12 آب، أن مسؤولين في الاستخبارات ووزارة الدفاع الروسية بدأوا جس نبض شخصيات في قوات الأسد و”الجيش الحر”، بخصوص تشكيل مجلس عسكري مشترك.
ووفق معلومات الصحيفة فإن الطرح هو إحدى الأفكار التي كلف بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جهاز الاستخبارات ووزارة الدفاع، بعد تكليف وزير الدفاع، سيرغي شويغو، أكثر من مرة بدور مباشر في نقل رسائل إلى الأسد وإعلان مبادرات سياسية ومصالحات.
المجلس بقيادة ضابط في جيش الأسد
لم تطرح الفكرة في مضمار ضباط الأسد وبعض قياديي “الحر”، بل شملت ضباطًا سوريين متقاعدين، وفق الصحيفة، وقالت إن الحديث كان سابقًا عن حوالي 70 عضوًا، لكنه بات يتناول اليوم من 42 إلى 45 عضوًا بقيادة ضابط من الجيش النظامي، على أن يضم المجلس ضباطًا منشقين في غالبية أعضائه، “خصوصًا من رفيعي المستوى الذين لم ينخرطوا في العمل العسكري المباشر في السنوات الماضية ويقيمون في دول مجاورة أو خليجية”.
وأشارت “الحياة” إلى إن أخبارًا تتحدث عن انشقاق بين 30 و40 ألف ضابط وعنصر من جيش الأسد منذ منتصف 2011، بينما أعلن العقيد رياض الأسعد تشكيل “الجيش الحر” نهاية تموز من العام نفسه. ويقيم بعض المنشقين في معسكرات خاصة جنوب تركيا والأردن.
وأكّدت الصحيفة أن لقاءات جمعت في الفترة الأخيرة بين مسؤولين روس وبعض الشخصيات العسكرية السورية، في دول الخليج وبعض الدول الأوروبية.
ما مصير الأسد؟
موسكو تختبر بحذر اقتراح تشكيل المجلس برئاسة شخصية من جيش الأسد وعضوية ضباط منشقين وقياديين في “الجيش الحر”، ليكون الأساس في ضمان المبادئ الأساسية، ومن بينها الحفاظ على وحدة سوريا وحماية المؤسسات وخصوصًا الجيش من الانهيار، إضافة إلى محاربة الإرهاب.
وتطرح موسكو فكرة تشكيل المجلس إلى جانب وجود رئيس النظام السوري، بشار الأسد، “خاصة في المرحلة الأولى”، على حد وصف الصحيفة، الأمر الذي يرفضه الشعب السوري وفصائل “الحر” وبعض الدول البارزة في الملف السوري، وعلى رأسها السعودية وتركيا.
ويأتي طرح الصحيفة تزامنًا مع لقاء بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، في سان بطرسبرغ، ولقاء آخر مرتقب اليوم بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره مولود جاويش أوغلو في أنقرة.
موسكو تحاول فتح قنوات مع “الجيش الحر”
ووفق معلومات حصلت عليها عنب بلدي من رئيس المكتب السياسي في لواء “المعتصم”، التابع لـ “الجيش الحر”، مصطفى سيجري، فإن عرضًا طرحته روسيا يتضمن إيقاف دعمها للقوات الكردية “الانفصالية”، وإعادة تل رفعت ومنغ في ريف حلب الشمالي إلى أهلها “الأصليين”، ودعم الأعمال العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ورغم أن ذلك يؤكد أن موسكو تسعى لفتح قنوات تواصل مع “الجيش الحر”، إلا أن سيجري لم يوضح ما إذا كانت محاولات التواصل تهدف للانخراط في جسم عسكري مشترك.
وليست المرة الأولى التي يجري الحديث فيها مرحلة انتقالية بقيادة مجلس عسكري في سوريا، إذ ضجت وسائل الإعلام عن مرحلة قريبة برعاية روسية- أمريكية، منتصف تموز الماضي، وطالت الترشيحات اسمين مختلفين لقيادة المرحلة هما: العماد علي حبيب، والعميد المنشق مناف طلاس.
ولم تظهر أي بارقة أمل بخصوص بدء مرحلة انتقالية في سوريا، في ظل تعنّت النظام السوري وتنفيذ قواته عشرات المجازر في المدن والبلدات السورية، ومشاركة المقاتلات الروسية في قصفها، رغم تزايد وتيرة اللقاءات السياسية بين مسؤولي الدول الأبرز وجودًا في ساحة الملف السوري، والتي لم تسفر عن أي تطور حتى اليوم.
عنب بلدي