– دعا رجل الدين الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر، الرئيس السوري بشار الأسد إلى أخذ “موقف بطولي تاريخي” بتقديم استقالته لتجنيب سوريا “ويلات الحروب.”
وأصبح الصدر، الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الطبقات الفقيرة في بغداد والمدن الجنوبية، أول زعيم سياسي شيعي عراقي يحث الأسد على ترك الحكم.
لكن دعوته جاءت مغلفة بعبارات تمدح الرئيس السوري وتدين الضربات الأمريكية التي نفذت على قاعدة جوية سورية يوم الجمعة رداً على هجوم بسلاح كيماوي على مدنيين في منطقة تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
وقال الصدر “أنا لا أستبعد أن يكون قرار ترامب بقصف سوريا هو الإذن بتمدد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في مناطق أخرى”، ويسيطر التنظيم المتشدد على مناطق في العراق وسوريا.
وحافظت الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة على علاقات طيبة مع الحكومة السورية على مدى الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ست سنوات. وكان الصدر هو الزعيم الشيعي العراقي الوحيد الذي نأى بنفسه عن إيران المساند الرئيسي للأسد إلى جانب روسيا.
وقال “أجد من الإنصاف أن يقدم الرئيس بشار الأسد استقالته وأن يتنحى عن الحكم حباً بسوريا الحبيبة ولتجنيبها ويلات الحروب وسيطرة الإرهابيين فيعطي زمام الأمر إلى جهات شعبية نافذة تستطيع الوقوف ضد الإرهاب لإنقاذ الأراضي السورية بأسرع وقت ليكون له موقفاً تاريخياً بطولياً قبل أن يفوت الأوان.”
وأصدرت الحكومة العراقية بيانا يوم الجمعة عكس صعوبة انتهاج موقف متوازن بين حليفيها الولايات المتحدة وإيران. فأدانت الهجوم الكيماوي دون أن تذكر الأسد ودعت لإجراء تحقيق دولي لمعرفة منفذ الهجوم.
وانتقد البيان أيضاً “التدخلات والإجراءات المستعجلة” التي “قد تؤثر سلباً على الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب” في إشارة فيما يبدو إلى الضربات الأمريكية.
ويقدم تحالف تقوده الولايات المتحدة دعماً جوياً وبرياً للقوات العراقية التي تقاتل المتشددين مما سمح لها باستعادة معظم المدن التي كان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر عليها في 2014 في المناطق السنية بشمال وغرب العراق.
القدس العربي