أعدمت سلطات الملالي بحسب موقع “مجاهدي خلق الإيرانية” 3 منتفضين في أصفهان صباح الجمعة، بتهمة “قتل ثلاثة عناصر من قوى الأمن” و”الصلة بجماعة المنافقين الإرهابية” حسب ما جاء في قرار الحكم، الذي تناقلته وسائل الاعلام الرسمية.
بإعدام الثلاثة صالح ميرهاشمي، مجيد كاظمي وسعيد يعقوبي، بعد شهور من التعذيب، يصل عدد الذين أعدمهم نظام الملالي حتى “21 نيسان/أبريل” 122 شخصًا، الأمر الذي ينطوي على تكثيف الإعدام، ويعد مؤشرًا على حدة المأزق الذي يواجهه الولي الفقيه.
أسوة بخميني الذي اعتبر إعدامات الثمانينات ومذبحة مجاهدي خلق عام 1988 ضمانة للحفاظ على النظام، يريد خامنئي نشر موجة من الإعدامات، أجواء التخويف واليأس في مدن البلاد، على أمل إسكات الانتفاضات وزيادة عمر نظامه بضعة أيام أخرى، لكن الظروف الثورية للمجتمع الإيراني حولت كل إعدام الى حبل يلتف حول عنق النظام.
بعد ساعة من تداول خبر عمليات الإعدام في أصفهان، أرسل شباب مناطق مختلفة في طهران، منها أبادانا وطهران بارس ، رسائل الصمود بترديدهم شعار “الموت للقاتل خامنئي” في الوقت نفسه ترددت شعارات “الموت للديكتاتور” و “خامنئي السفاح سندفنك تحت التراب” في مناطق أخرى من العاصمة بينها شهرزيبا وطهرانسر.
وفي زاهدان هتف شبان شجعان بعد صلاة الجمعة بـ “أقسم بدماء الرفاق، سنقف حتى النهاية”، “لا نريد حكم الإعدام، لا نريده”، “مائة عام من الجريمة لنظامي الشاه وولاية الفقيه”، “أخي الشهيد، سنأخذ بثأرك رغم أننا عزل”، “سنقاتل مثل الرجال، أخي الشهيد، سأستعيد دمك”، “من زاهدان إلى طهران كل إيران مضرجة بالدماء” وفي أصفهان ومشهد وكلشهر وكوهردشت وكرج وأنزلي ومهاباد وبندر عباس انتفض الشباب بشعارات “الموت لخامنئي” و “ممنوع الاستسلام”.
كانت دماء الشهداء بذور الانتفاضة منذ عام 1981 ، نمت براعمها في انتفاضة عام 2017، وهدير عام 2019، لتزهر في العام 2022 وتزف بشرى هزيمة نظام الولي الفقيه وقرب غروبه، ففي ديسمبر 2022، مع استمرار الانتفاضة لأشهر، حاول خامنئي إبقاء الثعابين حية في قوات الحرس بإعدامه “محسن شكاري”، لكن الشباب رفعوا نداء المقاضاة، و رددوا على قبر شكاري “ممنوع الاستسلام” مشعلين نار الغضب والنخوة والحماس والجهد في قلوب الثوار، ليظهر مسار التطورات اللاحقة عدم امكانية التوقف عن المقاومة الثورية المنظمة، وان سياسة الاعدامات تؤجج الاحتجاجات.
تدلل سلسلة العمليات المتواصلة التي نفذها شباب الانتفاضة ضد أجواء الترويع، وإشعالهم النار في صور خامنئي وخميني ومراكز القمع والجريمة ودوائر قضاء نظام الجلادين، والتي بلغت ذروتها الجمعة عجز مقامرة الإعدامات وسياسة التمترس خلف الجماجم عن إخماد لهيب انتفاضات الإيرانيين، وآثارها المؤججة لغضبهم.