صرح مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون أن الدستور السوري الجديد سيكون خلال مدة أقصاها ستة أشهر، مشيرا أن سوريا بلد علماني وذلك لا يتعارض مع المؤسسة الدينية، فالعلمانية على حد تعبيره نظام سياسي يحفظ للناس حقوقهم.
وجاء ذلك في لقاء ديني يوم أمس الأحد مع عدد من الأئمة والخطباء والدعاة والداعيات في مبنى محافظة اللاذقية الساحلية مسقط رأس بشار الأسد.
ويعتبر هذا اللقاء الأول لحسون بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا منذ أكثر من شهرين والذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين في معظم المحافظات السورية .
وأكد مفتي النظام خلال اللقاء أن العلمانية في سوريا ليست ضد الدين بل لخدمته، فلا الدين يفرض على القانون، ولا القانون يفرض على الدولة وذلك سيترجم من خلال الدستور السوري المنتظر.
وهاجم المفتي حسون وبشدة جميع الأطراف الغربية التي شاركت باجتماع فيينا الذي انعقد خلال الشهر الماضي، والتي أقرت بإقامة انتخابات ديمقراطية واستفتاء شعبي تحت إشراف الأمم المتحدة، فبحسب زعمه أن الهدف من هذه الانتخابات إشعال نار الفتنة بين السوريين
ويعتبر اجتماع فيينا الأول من نوعه الذي يفضي إلى اتفاق حول إطار زمني لحل الأزمة السورية، والذي يتضمن خارطة طريق لوقف إطلاق النار بقرار دولي باستثناء ” تنظيم الدولة وجبهة النصرة”.
ومن المقرر أن يعقد ممثلو النظام السوري والمعارضة مفاوضاتهم حول تشكيل الحكومة والتي تتألف من طرفي الأزمة بحلول شهر كانون الثاني المقبل .
حيث أكدت فرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية في الاجتماع على ضرورة تنحي الأسد في المرحلة الانتقالية لضمان التركيز على مكافحة الإرهاب، وبالمقابل أصرت روسيا وإيران ومصر على أهمية بقائه لنهاية المرحلة الانتقالية والذي لاقى موافقة مبدئية من قبل واشنطن.
من الطبيعي أن يهاجم حسون الأطراف الغربية المناهضة لرئيسه والتي تطالب بتنحيه وعدم مشاركته بمستقبل سوريا، ليبرر ذلك بزرع بذور الفتنة بين السوريين
ويعتبر تصريح حسون حول مدة إصدار الدستور الجديد الأول بشكل رسمي، إذ لم يذكر بأي وسيلة إعلامية تابعة للنظام حول مهلة إصداره، ولم يعرف إذا كانت المهلة من ضمن المرحلة الانتقالية المتفق عليها أم لا.
وأكدت مصادر متابعة للقاء الديني أنه لا يحق له استباق الأحداث في اجتماع الأطراف السياسية المعارضة في الداخل السوري والخارج، للخوض في مسألة هوية الدولة سواء كانت علمانية أو غيرها، فالهوية في الدستور يجب أن تأتي نتيجة مشاورات ونقاشات نخبة من المجتمع السوري وفعالياته السياسية والثقافية والدينية.
تصريحات حسون تنافي الواقع السوري بكافة أبعاده، أين يكمن الدين عندما تقصف طائرات النظام المدنيين الأبرياء وتقتلع الطفولة وتهجر آلاف السوريين الذين أجبروا على مغادرة البلاد، وعندما يضرب الفقر والعوز بيوت البسطاء .
سماح خالد
المركز الصحفي السوري