مع نظام يعاني من الوهن الشديد ومن منطقة محاصرة ومنهكة بالقصف والاستنزاف، وبعد إعلان النظام في صفوف مواليه أن الثورة انتهت أو “خلصت” تحولت من مدافع إلى مهاجم للنظام في عقر داره وذلك بإعلان معركة دمشق، حيث سجلت حركة نزوح للمواليين وتهريب لعائلات كبار مسؤولي النظام من المدينة.
عند منطقة فاصلة بين حييّ جوبر والقابون وجوبر باتجاه العباسيين بدمشق وإعلان الفصائل المسلحة سيطرتها عليها يتم الاستجابة للهدف البارز من العملية والمتعلق بوصل حييّ جوبر المتصل بالمنطقة الشرقية بالأحياء المحاصرة وهي القابون وبرزه وقسرين التي يحاول النظام منذ قرابة الشهر اقتحامها.
اللافت فيما تعيشه دمشق من تطورات فإن منطقة الاشتباكات جغرافياً تبعد حوالي 3 كيلو مترات عن مركز العاصمة، مما يجعل المسافة ليست بعيدة عن معظم الوزارات والأفرع الأمنية.
مع دخول الثورة السورية عامها السابع واستغراق الجميع في مشاهدة الموت والدمار، كان لابد من جولات تطفو على الساحة السورية وتؤكد رفض قوى المعارضة لاستمرار نزيف الدم السوري أمام عدّاد القتلى المتصاعد وخاصة بعد عدم تحرك المجتمعات الدولية ساكناً، ايذاء ما يحدث من انتهاكات لحقوق الانسان على الأراضي السورية.
لم تعش خطة وقف إطلاق النار سوى ساعات ليدخل بعدها السوريون إلى متاهة جنيف وتتأزم عجلة السياسة فيها مع تأزم الحرب السورية، مما يطبق المثل الشعبي المشاع “ما بحك ظهرك غير ضفرك” ليتجدد مرحلة الحراك الثوري ضد الظلم، وتمتد هجمات من حماة وريف حمص وفي جبهة الساحل وغربي حلب.
بالتزامن مع التقدم الملحوظ الذي أحرزه الثوار على جبهة ريف حماه الشمالي ودمشق وعجز النظام عن التصدي للهجوم المتتابع للثوار، بدأت طائرات النظام الحربية وحليفته روسيا، باستهداف مدن وبلدات ريف إدلب المحررة بالأسلحة المحرمة دولياً، توزعت بين صواريخ فراغية وقنابل عنقودية وقنابل فوسفور أبيض، كل ذلك جاء انتقاماً بسبب التقدم السريع خلال 24 ساعة من بدأ معركة “قل اعملوا” في ريف حماه الشمالي، مكبدين قوات النظام خسائر فادحة في صفوف مقاتليه وآلياته العسكرية،
لعل النظام المتباكي كان ناسياً أنه مهما كان للباطل جولات لابد للحق بالظهور وللظلم بالزوال كما أخبرنا أحد مقاتلي “قل اعملو” بصوت المتفائل الواثق بالنصر قائلاً “معارك حماه لم تبدأ بشكلها الحقيقي بعد..
سنكشف عن مفاجآت كبيرة خلال الأيام القادمة لتخفيف الضغط على الثوار في العاصمة دمشق.. وسنشتت قوة نظام الأسد وحليفته روسيا وبعون الله سنحظى بالانتصارات ونصل لمطار حماه العسكري.. مع جيش يخاف من خياله تقتصر عملياته على التعفيش والتضييق على المدنيين لن يستطيع الصمود لساعات أمام تكبيرات الحرية”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد