وتستمر الحالة السورية كما هي معركة هنا وأخرى هناك وحوارات بالخارج واتفاقيات تقر دونما وجود تطبيق فعلي لها، فالفصائل الثورية (التي تقر أنه ليس هناك حلا سياسيا في سوريا في ظل وجود الأسد ) لم تعترف بالاتفاقات المزمع عقدها بأستانة وغيرها رغم أنها انتقلت فعليا لحالة الدفاع في ظل تقاعس من تسمي نفسها القوات المعتدلة بالنيء بنفسها عن أي قتال ولو في حالة الدفاع لكي لا تصنف ضمن الفصائل المتسببة لخروقات في الهدنة التي بات واضحا خروقات النظام لها بمنطقة الزلاقيات وعلى مايبدو أنها خارج إطار الخارطة التي أعلنتها موسكو مناطق آمنة.
وبالحديث عن موسكو المفاوض الرسمي باسم حكومة الأسد
يبدو وليد المعلم غير آبه لقراراتها حيث اعتبر القوات الأردنية معادية في حال دخلت الأراضي السورية بدون تنسيق مع القوات السورية، وكأن قرار دخولها أو عدمه مرتبط بموافقة النظام.
ويجري الحديث أيضا بحسب ناشطين عن استعدادات لمليشيات كردية وأخرى تابعة لموالي النظام عن التوغل في غربي ريف حلب تحديدا دارة عزة لتأمين الخط الريف الذي يصل مدينتي نبل والزهراء بمدينة حلب.
وعلى صعيد آخر يبدو أن جو الاستقرار لاءم المدنيين في مدينة ادلب فباتت واضحة معالم الإصلاحات على محال تجارية ومباني قد طالها القصف العشوائي.
وليس بعيدا في مناطق سيطرة درع الفرات حركة بناء صاخبة تجتاح مدينة الباب شبه المدمرة والتي تبعد أقل من واحد كم عن مناطق سيطرة النظام مما يعطي مؤشرا واضحا عن خروج تلك المدينة وما حولها عن سيطرة الأسد لإشعار آخر في حال جرى أي اتفاق لاحق بين موسكو وأنقرة فالأمر بات مكشوفا مصالح البلدين أولا بعدما غصت بمهجري اتفاقية المدن الأربع وغيرها من مناطق جنوبي سوريا التي طالها تغيير ديموغرافي واضح باستبدال السنة السكان الاصليين بشيعة من كل حدب وصوب.
وعلى مايبدو نجحت موسكو وتركيا بإخماد شعلة الثورة
باتفاقيات لمناطق متفق عليها تخدم مصالحهما فتركيا تحتاج لعودة اللاجئين غير المرغوب بهم للأراضي السورية والاحتفاظ برؤوس الأموال ورجال المال والأعمال وحملة الشهادات الذين بدؤوا باستقرار طويل الأمد لديها.
وروسيا تحتاج لتهدئة جبهات مقابل تفرغها لجبهات أخرى تضمن استقرار آل الأسد بالحكم ودحر تنظيم الدولة والقضاء عليه بموافقة عالمية بأرخص ثمن باستخدام قوات عربية وأجنبية يبدو أنه لن يتوقف تدفقها بوقت قريب.
فأين الجهاد ممن حملوا رايته ومن سيرعاهم بعدما وجد الغرب حلفاء جدد يستحقون ثقته ممثلين بقوات درع الفرات
وأين أهداف الثورة بعد ظهور تشكيلات جديدة على مستوى الائتلاف التي تراعي مصالح الغرب.
سوريا إلى تقسيم واضح المعالم في حال رفض الائتلاف وقوات درع الفرات أي اتفاقات مع حكومة النظام الطامحة لإعادة كافة الأراضي السورية تحت سيطرتها مستقبلا.
وهذا لن يضر الدويلة العلوية ولا حلفاؤها من شيعة وراعيتهما روسيا التي ضمنت مصالحها بقواعد جوية وأرضية على البحر المتوسط وباتت شريكة قوية بمياه إقليمية بعيدة جدا عن أراضيها وعادت لتكون القطب المنافس لأمريكا.
المركز الصحفي السوري_سماح الخالد