أيام قليلة على إطلاق معركة “في سبيل الله نمضي” بعد الاتفاق عليها ما بين فصائل جند الأقصى وجيش العزة وجيش النصر وأجناد الشام وجيش الفاروق، استطاع الثوار خلالها السيطرة على مواقع استراتيجية هامة لقوات النظام في ريف حماه الشمالي وتكبيدهم خسائر في الأرواح والآليات.
استهل الثوار معركتهم بتحرير عدة حواجز تلاها تحرير قرية المصاصنة وتدمير سيارات نقل جنود ومدافع ودبابات، ومقتل عدد من قوات النظام إثر استهداف تجمعاتهم بعدة قذائف، وماهي إلا ساعات قليلة حتى أعلن الثوار عن تحرير مدينة حلفايا بالكامل، ورغم أن إمكانياتهم ضعيفة وبسيطة مقارنة مع آليات النظام وقواته بمساندة الطائرات الحربية السورية والروسية إلا أن النصر كان حليفهم وتمكنوا من اغتنام عدة آليات بعد أن انسحبت قوات النظام منها ولاذ جنوده بالفرار.
راهن الكثيرون على تلك المعركة وظنوا أنها ستتوقف عند هذا الحد إلا أن الفصائل المشاركة أبت التوقف، وواصلت المعركة لتتمكن من تحرير مدينة طيبة الإمام الاستراتيجية قرب اللطامنة، وكعادة إعلام النظام أبدى إنكاره للمدن والنقاط التي خسرها في البداية ليعود ويظهر ويبرر تلك الخسارة بأن قواته انسحبت لتعزيز تجمعها والهجوم مجددا لاستعادة ماخسروه.
وبتحرير مدينة صوران وكتيبة الصواريخ الروسية ومدينة معردس وحاجز المطاحن لم يبق أمام الثوار سوى بضعة كيلو مترات تفصلهم عن الوصول إلى مدينة حماه، وبدأ الثوار بالتمهيد المدفعي وقصف تجمعات النظام في معسكر جبل زين العابدين قرب بلدة قمحانة والذي يعتبر من أهم وأخطر النقاط التي يتمركزون بها، ويستخدمونه قاعدة عسكرية لآلياتهم ولصواريخ الأرض أرض التي يقصفون بها ريف ادلب الجنوبي، ويبعد الجبل مايقارب 4 كم عن مدينة حماه، ومازالت المعارك والاشتباكات على أشدها حتى اللحظة.
ينتظر أهالي مدينة حماه قدوم الثوار بفارغ الصبر، رغم أنه كتب لهم أن يحتملوا إجرام النظام ويعيشوا بينهم إلا أن من ذاق لوعة “الثمانينات” وأحداثها الدامية يصعب عليه نسيانها، فقد أباد الأسد الأب أهلها ودمر منازلهم فوق رؤوسهم، ليعاود الابن إكمال بدأ والده.
تكبيرات النصر تصدح في أرجاء المناطق المحررة، ودعوات من الثوار وآمال أن يصلوا صلاة عيد الأقصى في رحاب مدينة حماة فنواعيرها تتوق للحرية، وأرضها اشتاقت لوقع أقدامهم، فكم هناك من أهلها خرجوا منها عنوة خشية الاعتقال ومضايقة النظام لهم.
وردا على تقدم الثوار وانتصاراتهم المتوالية في ريف حماه، كان رد النظام جاهزا، فلم يتمكن من مواجهتهم برا بل صعد من حملته العسكرية وكثف من قصفه بطائراته الحربية والروسية لجميع المناطق في ريفي حماه وادلب، إذ ارتكب مجزرة في مدينة كفرزيتا استهدف فيها تجمعا لنازحين من مدينة صوران، فيما خرج المشفى الوحيد في المدينة عن الخدمة بعد استهدافه بإحدى الغارات، ورغم ذلك لن يتقاعس الثوار عن إكمال معركتهم ولن تثبط من عزيمتهم حتى يدخلوا مدينة أبي الفداء ويصلوا فوق أرضها الطاهرة.
المركز الصحفي السوري – سماح خالد