الصقيع والبرد معاناة أخرى تواجه السوريين في مخيمات اللجوء إلى جانب معاناتهم اليومية لتأمين سبل عيشهم، النازحون أولئك الذين تركوا منازلهم وفقدوا وظائفهم و انطلقوا حيث طالت أقدامهم هرباً من وطأة القصف لتواجههم مصاعب أخرى.
مليونا نازح كانت حصيلة العام2015 حسب إحصائيات منظمة حقوق الانسان ، لاسيما بعد التدخل الروسي في أواخر سبتمبر 2015 وقصفه للكثير من القرى في ريف حلب الجنوبي و ريف حماه الشمالي، ما أدى إلى نزوح الكثير من السكان للمخيمات الحدودية مع تركيا بسبب سهولة الوصول اليها، فقد وصل إلى مخيم أطمة فقط نحو 113 ألف نازح يعيشون تحت خط الفقر.
حسن من جسر الشغور( 35 عاما) يقول : “تعرض الحي الذي كنت أعيش فيه للقصف مرات عدة وأصيب طفلي بشظايا في قدمه ما أجبرنا على الخروج للعلاج في المشافي الميدانية القريبة من مخيم أطمة وخوفاً من تعرض بيتنا للقصف المباشر أيضاً”.
“الشوادر البلاستيكية” التي تشكل معظم الخيم لا تمنع برد الشتاء ولا حر الصيف، والأرض المفروشة بالرمل والحصى مأساة إنسانية يعيشها القاطنون في تلك المخيمات، ومع حلول فصل الشتاء ازدادت تلك المعاناة اﻷمر الذي يؤدي لغرق بعض الخيم، عداك عن الطين والوحل اللذين يشكلان عنصران أساسيان في المشهد اليومي للنازحين، اﻷمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض لاسيما و أن كمية الماء قليلة.
مصطفى (12 عاماً ) يقول: “نعمل بجمع الأعشاب البرية من المخيم ذات الاستخدام الصحي والغذائي و نبيعها كي نعيل أسرتنا، كما نربي المواشي أيضاً بدلا من أن نكون عاطلين عن العمل كما هو الحال الغالبية الموجودة معنا”.
يفتقر المخيم الى أدنى مستويات المعيشة وبحلول فصل الصيف ستتضاعف المعاناة أكثر كونه غير مزود بالكهرباء، وتثار مخاوف كبيرة من انتشار الحيوانات الزاحفة، فضلاً عن مشكلة التعليم الذي بات شبه معدوم .
وصرح أحد المسؤولين عن المخيم لوسائل إعلامية بالقول:” إننا نفتقر لوجود نقطة طبية، فالأمراض تنتشر أكثر واﻷدوية غير متوفرة، بعض المنظمات الطبية عملت لسد بعض حاجات المخيم لكن الكارثة تنمو بشكل يومي، فالأمراض أكبر من الخدمات التي يقدمونها، هم يقومون بتغطية خدمات الإسعافات الأولية الأكثر أهمية فقط، حيث يتم فحص بين 250 -300 طفل يومياً وكل منهم يحتاج ثلاث أدوية مختلفة، و يوجد نقص حاد في الأدوية الأساسية المطلوبة مثل دواء للحمى أو ضد اﻹسهال أو أمراض المعدة، التلوث الموجود في الحمامات ودورات المياه يشكل بيئة جيدة لتكاثر الجراثيم، ومعظم الأطفال يقضون حاجاتهم الشخصية في البراري، ما يؤدي إلى تزايد الأمراض”.
المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم أورهان محمد أشار إلى أن احتياجات النازحين تفوق قدرة الدول والمنظمات الإغاثية المحلية موضحاً أن المؤسسات الأممية الدولية هي الوحيدة القادرة على تحمل هذه الأعباء.
رزان مرهف
المركز الصحفي السوري