تزداد معاناة الأسر المحاصرة في ريف دمشق خاصة مع تدني درجات الحرارة جراء المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة.
هذا الواقع دفع جمعيات خيرية وإغاثية إلى اللجوء لحلول إسعافية وسريعة لتوفير ما تيسر من وسائل للتدفئة لإنقاذ الأهالي من خطر موجة البرد الشديد.
ولم يجد أهالي الغوطتين المحاصرتين لتدفئة أطفالهم وإيقاف موجة البرد التي تعصف بأطفالهم ونسائهم إلا أن يستخدموا ما تبقى لديهم من بقايا القمح والشعير ال”تبن” الذي ادخروه لحيوانتهم التي كانت توفر لهم بعض الحليب ومشتقاته للأطفال الرضع، لذلك قاموا باستخدام التبن وغذاء الحيوان لللتدفئة.
وتصدر بقايا القمح والشعير غازات سامة ومضرة بالصحة، وخاصة أن النسبة العظمى المتتضررة من هذه الغازات هم الأطفال لأنهم يملكون أجساداً ضعيفة لا تستطيع مقاومة تلك الغازات.
وهنا نرى صعوبة المآسي التي تعصف بأهلنا بالغوطة فهم ينقذون أطفالهم من الموت برداً ليضعوهم بين سندان الجوع ومطرقة الأمراض القاتلة.
وقال أحد الأطباء في الغوطة: ” إن أنواع الحرق هذه تصدر غاز أحادي أوكسيد الكربون الذي يضر برئة الأطفال الصغار الذين هم قاعدة الهم الأكبر في مجتمعاتنا”.
ورغم تلك الظروف الصعبة التي يمر بها المحاصرون في ريف دمشق وخاصة النازحون منهم فقد عملت العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية إلى تقديم ما يستطيعون لإنقاذهم، ومنها حملة “شوية دفا” التي أطلقها فريق “ورد دمشق” والتي تتزامن مع مرور المدن والبلدات المحاصرة بمنخفض جوي.
يقول عمر أحد العاملين في منظمة “شوية دفا”: “إن هذه المنظمة تعمل بكل استطاعاتها على تأمين ما يلزم لحماية الأطفال من البرد حيث نقدم لهم الأغطية والملابس لمساعدتهم في الوقاية من البرد، فعملنا اليوم يأتي من طابع انساني جراء هذا التخاذل العربي والصمت الدولي عن مايحدث في سورية من مجازر وانتهاكات وحصار”.
وعلى الرغم من أن الكمية الموزعة لا تكفي الاسر المحاصرة في الغوطة الشرقية الا لأسبوع واحد إلا أنها كفيلة بالتخفيف من وطأة معاناتهم في اكثر أيام السنة برودة.
المركز الصحفي السوري ـ مصطفى العباس