وفي هذا الإطار، جاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، التي قال فيها إن الأسلحة التي تم تزويد المعارضة السورية بها أخيراً كانت “أكثر فتكاً وقوة” من تلك التي تم تزويدها بها من قبل، مؤكداً أن عملية تسليحها “تتصاعد في الطريق الصحيح”. وجدد الجبير القول إن الخيار عائد إلى “بشار الأسد لتحديد كيف تتم إزاحته، إما بالحل العسكري أو السياسي، لكنه سيرحل في كل الحالات”. لكن الجبير كان حذراً بشأن إمكانية أن ترسل بلاده قوات برية إلى سورية، رابطاً ذلك، وعلى غرار الموقف التركي، بأن تبادر الولايات المتحدة إلى إرسال قواتها أولاً.إلا أن مصادر في المعارضة السورية المسلحة نفت تلقيها أية أسلحة نوعية من السعودية أو سواها في الفترة الأخيرة. وقال العميد هاني الجاعور، قائد الفرقة الثانية مشاة العاملة في منطقة القلمون بريف دمشق، إنه حتى الآن لا جديد بشأن الأسلحة والذخائر التي تُقدّم للمعارضة، وربما قصد الوزير السعودي زيادة في الكمية فقط. وأضاف الجاعور، في تصريح لـ”العربي الجديد”: “ننتظر من الإخوة في السعودية رفد المعارضة بسلاح مضاد للطائرات، ومدفعية طويلة المدى، للرد على النظام والمليشيات الإيرانية والروسية”.
وعن تقدّم المعارضة في ريفي حلب وحمص، قال الجاعور إن ذلك التقدّم مرتبط بعدم تدخّل الطيران الروسي في المعارك الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الطيران عندما يشارك في المعارك فإنه يقدّم دعماً كبيراً لقوات النظام، بسبب اعتماده على سياسة الأرض المحروقة. ورأى الجاعور أن الحديث عن الخطة “ب” ما زال في إطار الاستهلاك الإعلامي، وربما هو مرتبط بمفاوضات جنيف، لكن ليس له أي معالم جدية على أرض الواقع حتى الآن.
من جهته، دعا المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، الدول الداعمة للمعارضة إلى تقديم “أفعال وليس أقوالا”، مطالباً بأسلحة مضادة للطيران للتصدي للغارات، وبتدابير ضد النظام الذي يحظى، على حد قوله، بـ”ضوء أخضر للمضي في تجاوزاته”.
وأسف حجاب، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، لعدم اتخاذ تدابير ملموسة ضد نظام دمشق الذي اتُهم بارتكاب “أكثر من 2300 انتهاك للهدنة” منذ دخولها حيز التنفيذ في 27 فبراير/شباط. وقال: “في أبريل/نيسان وحده، وقعت 27 مجزرة وعمليات قصف على أسواق ومدارس ومستشفيات ارتكبها النظام. لقد رأينا ما حصل في حلب أخيراً”، متهماً النظام وحليفته موسكو بارتكاب “جرائم حرب”. وشدد على وجوب أن تتخذ المجموعة الدولية لدعم سورية، التدابير الضرورية لإرغام النظام على الالتزام بطلبات الأسرة الدولية على الصعيد الإنساني.
من جهة أخرى، رأى حجاب أن الهدنة التي تسعى موسكو وواشنطن إلى إحيائها “ليست هدفاً بحد ذاتها. الحل لسورية هو في انتقال سياسي فعلي”. وأضاف: “نريد العودة إلى جنيف. نحن في طريق مسدود اليوم، لأن النظام لا يريد البحث في عملية انتقالية”، مؤكداً مرة جديدة أن لا حل ممكناً مع الأسد، قائلاً: “من غير الواقعي إطلاقاً تصوّر بقائه في السلطة”.
وكانت قوات المعارضة تمكنت، في الآونة الأخيرة، من تحقيق تقدّم على عدة جبهات في ريف حلب، خصوصاً في بلدة خان طومان التي تكبّدت فيها القوات الإيرانية خسائر فادحة، إذ اعترفت إيران بسقوط 13 عسكرياً (مستشاراً بحسب التوصيف الإيراني)، بينما تحدثت مصادر إيرانية عن سقوط ما بين 20 و50 قتيلاً، إضافة إلى وقوع آخرين في الأسر، في حين تقول مصادر المعارضة السورية إن نحو مائة قتيل وجريح وأسير إيراني سقطوا في تلك المعركة التي ما تزال تداعياتها تتفاعل في إيران.
وفي السياق أيضاً، سيطر مقاتلو المعارضة السورية على قرية الزارة في ريف حمص الشمالي، وعلى عدة حواجز للنظام في المنطقة، وذلك عقب محاولة من النظام السوري ومليشياته اقتحام بلدة حربنفسه، في ريف حماة، وفصل منطقة الحولة عن ريف حماة الجنوبي.
العربي الجديد