في زيارة هي الأولى لمسؤول حكومي سوري، منذ 15 يونيو/حزيران 2013، عندما قرر الرئيس المعزول، محمد مرسي، سحب السفير المصري من دمشق، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدَين، ثم تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية عام 2013، استقبل مطار القاهرة، أمس السبت، وزير الإسكان في حكومة النظام السوري، محمد وليد غزال، قادماً من لبنان على متن رحلة خطوط الشرق الأوسط (اللبنانية).
وعلى الرغم من أنّ المصادر الحكومية المصرية من مجلس الوزراء ووزارة الإسكان، نفت لـ”العربي الجديد” تحديد أي لقاءات رسمية بين الوزير السوري ونظيره المصري، مصطفى مدبولي، أو غيره من المسؤولين المصريين، يؤكّد مصدر أمني مصري سماح الأجهزة المصرية للوزير بالزيارة في بادرة غير معتادة مع المسؤولين السوريين غير الأمنيين.
ويقول المصدر الأمني نفسه، إن مسؤولين سوريين أمنيين من نظام بشار الأسد سبق أن زاروا القاهرة، خلال الاجتماعات التحضيرية، لمحادثات موسكو الأخيرة التي جمعت الفرقاء السوريين، أخيراً، إلّا أن المسؤولين الحكوميين ظلّوا ممنوعين من زيارة مصر بصفتهم الرسمية، وهو ما تغيّر أمس، للمرّة الأولى منذ عامين ونصف، مضيفاً أنّ الوزير السوري سيحضر جلسات مؤتمر اتحاد المهندسين العرب، وسيلتقي ببعض رجال الأعمال السوريين المقيمين في القاهرة، ولن يلتقي بمسؤولين مصريين.
ويعكس هذا الموقف تطوراً في الموقف المصري الذي يتماشى مع انحياز نظام الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، للخطة الروسية لبقاء نظام الأسد واعتباره جزءاً من الحل السياسي في سورية، تحت شعار الحفاظ على مؤسسات وكيان الدولة السورية، وهو ما يدعم رؤية الرئيس المصري، أنّ أحداث ثورات الربيع العربي كانت مخطّطة لهدم الدول العربية والنيل من استقرارها.
ويختلف موقف السيسي، في هذا الإطار، مع الموقف السعودي المتمسك برحيل الأسد، وهو ما يعتبر المشكلة الأساسية بين القاهرة والرياض في الوقت الحالي، والذي أدى إلى إضعاف التواصل بينهما وبرودة العلاقات بصورة ملحوظة، على الرغم من التظاهر عكس ذلك، وإعلان تأسيس مجلس مشترك لإدارة العلاقات بين البلدين.
وكان مجلس الدفاع الوطني المصري ذكر القضية السورية للمرة الأولى، في اجتماعه الأخير، ما طرح بقوة سيناريو التنسيق المصري الروسي المتبادل ضد تنظيم “داعش” بفرعيه في سورية وسيناء (شرق مصر)، على المستويَين الاستخباري والعسكري.
وكانت مصر تمتنع سلفاً عن المشاركة في توجيه ضربات للتنظيم في سورية والعراق بدعوى أنها تحارب منفردة فرع التنظيم في سيناء وهو “ولاية سيناء”، إلاّ أن المؤشرات الحالية خصوصاً بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، نهاية أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، ضاعف احتمالية دخول مصر كحليف استراتيجي أو عسكري في العملية الروسية في سورية، بحسب مراقبين.
العربي الجديد