أسدلت دورة الألعاب الرياضية الأولمبية ستارتها بعد منافسات مثيرة للغاية استمرت على مدار 17 يوماً، وشهدت العديد من اللقطات التي ستظل محفورة في الأذهان، سواء على الصعيد العربي أو على الصعيد العالمي لكلا الجنسين، بعدما أطفأت الشعلة الأولمبية في ملعب “الماراكانا” الشهير.
ونستعرض في تقريرنا التالي بعض اللقطات التي برز فيها “الرياضيون العرب” على مدار أيام الأولمبياد التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
“ذهبية” سياسية للبنان
لم يتمكن المنتخب اللبناني من التتويج بأي ميدالية أولمبية خلال الأولمبياد، لكنه سجل موقفاً نال إعجاب الملايين، حينما منعت البعثة اللبنانية دخول بعثة الكيان الصهيوني إلى الحافلة المتوجهة للاستاد الشهير لحضور حفل الافتتاح، تلك الحادثة التي منح على إثرها المتابعون الميدالية الذهبية للبنانيين الذين لطالما عاشوا صراعاً مع الاحتلال الإسرائيلي.
العلم السعودي والرامي المصري
من أكثر المشاهد التي أثارت جدلا في حفل الافتتاح، ما حدث مع لاعب منتخب مصر للرماية، حمادة طلعت، على خلفية قيامه برفع علم السعودية إلى جانب علم بلاده المصري أثناء مرور البعثة المصرية في الممر الشرفي في حفل افتتاح الدورة، الحادثة أخذت بعداً وتفاعلاً كبيرين، خاصة أن اللاعب أكد أنه رأى العلم على الأرض ورفعه، فيما اشتعلت الحرب في “تويتر” لكنها سرعان ما خمدت بسبب ذلك المشهد.
اللاجئون السوريون.. للتاريخ
لم تكن الحرب عائقاً أمام اللاجئين السوريين، لتمنع ظهورهم في العرس الرياضي العالمي الكبير، بل كانت فرصة ثمينة للغاية لتسليط الضوء على حجم المعاناة التي يعيشونها عبر مساهمة من اللجنة الأولمبية الدولية، فظهر السباح السوري رامي أنيس ومواطنته السباحة السورية يسرا مارديني في طابور اللاجئين، ولاقت مشاركتهم حدثاً استثنائياً لدى وسائل الإعلام بعيداً عن النتائج التي قدموها إضافة لعدد آخر من اللاجئين من مختلف الدول التي عانت من ويلات الحروب.
أول ذهبية للعرب.. تاريخية
خطف الرامي الكويتي فهيد الديحاني الأنظار وأعطى العرب بصيص أمل في بداية الألعاب حين نال الميدالية الذهبية في رماية الحفرة المزدوجة “دبل تراب”، فكانت الأولى في الأولمبياد للرياضيين العرب؛ لكنها في ذات الوقت لم تكن للكويت المعاقبة من الأولمبية الدولية، فكانت أول ميدالية ذهبية ينالها رياضي تحت العلم الأولمبي بسبب إيقاف الكويت.
الأردن يسطع بالذهب
أكبر حدث عربي رسم الفرحة على محيا الرياضيين العرب بشكل عام وسوف يدون في تاريخ المشاركات العربية، كان الميدالية الذهبية التاريخية التي حصدها البطل الأردني أحمد أبو غوش الفائز بذهبية التايكواندو لوزن تحت 68 كغم، والتي كانت الأولى تاريخيا لبلاده بل أضحى أول لاعب عربي يحرز ميدالية أولمبية في رياضة التايكواندو، وبات المشهد تاريخيا لن ينسى خاصة حينما أظهر أبو غوش قدرات فريدة في إطاحة منافسيه.
ميداليات تونس ومصر
نجح رياضيو ورياضيات مصر وتونس في الصعود إلى منصات التتويج، فعلى الرغم من غياب المعدن النفيس، بيد أن الميداليات شكلت فرحة للعرب عوضاً عن غياب الإنجازات، فرسم الرباعان محمد إيهاب، وسارة سمير، البسمة في رياضة رفع الأثقال ببرونزيتين، والأخيرة كانت أول مصرية تصعد إلى منصة التتويج في تاريخ المشاركة المصرية في الألعاب الأولمبية، مثلما خطت المصرية هداية ملاك على ذات الخطى وكانت أول رياضية عربية تحرز ميدالية في رياضة التايكواندو (برونزية).
أما تونس، فقد تألقت عبر المبارزة إيناس بوبكري التي خطفت برونزية، ومثلها فعلت المصارعة مروى العمري وكذلك لاعب التايكواندو أسامة الوسلاتي، وكلهم كانوا الأوائل في الصعود لمنصات التتويج في تاريخ تونس على الإطلاق، على صعيد ألعابهم التي شاركوا فيها.
العرب ومنصات التتويج
وفي اللحظة التي يصعد فيها رياضي عربي لمنصة التتويج ترسم الفرحة على محيا الوطن العربي بأسره، وتبقى مشاهد تاريخية؛ فصعود القطري معتز برشم الفائز بفضية مسابقة الوثب العالي، والعداء الجزائري توفيق مخلوفي، بإحرازه فضيتين في ألعاب القوى، والملاكم المغربي محمد ربيعي برونزية وزن 69 كغم، شكل مشاهد مفرحة، ليحصد العرب 14 ميدالية في الأولمبياد.
العربي الجديد