في حين كانت الوفود المشاركة في مؤتمر أستانة، الذي انعقد في كازاخستان بين 23-24 من الشهر الحالي، “تتنازع” فيما بينها على توضيح الغاية من انعقاد المؤتمر ومسار مباحثاته، فاجأ الوفد الروسي الحضور، بتوزيعه “مسودة دستور” على الجميع، ومنهم الإعلاميون الحاضرون، ما أثار “لغطاً” حول الغاية من عقد المؤتمر بداية، و”إرباكاً” للوفود الرسمية المشاركة.
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رفض لاحقاً المقارنات التي عقدت، بعد انفضاض المؤتمر، بين مسودة الدستور الروسي من جهة، والدستور الأمريكي الذي وضعته واشنطن للعراق من جهة أخرى، وقال في تصريح له الجمعة: “من غير الصحيح مقارنة مشروع الدستور الروسي لسوريا بالدستور الأمريكي للعراق”.
وأشار لافروف إلى أن الدستور في العراق “وضعه المحتلون وفرضوه على الشعب العراقي”.
وأضاف أنه يأمل أن يطلع جميع السوريين على مشروع الدستور الروسي لسوريا، نافياً أن تكون موسكو “تحاول فرض اقتراحاتها على أحد”.
مسودة الدستور ووفد المعارضة
المستشار القانوني لوفد المعارضة المسلحة في مؤتمر أستانة، المحامي أيمن أبو هاشم، أشاد بما سماه الموقف الواضح من قبل المعارضة السورية في “رفض مناقشة هذه المسودة، وتأكيد أن حضور الوفد هو فقط لبحث حيثيات وقف إطلاق النار”.
واعتبر أبو هاشم في تصريحات لـ”الخليج أونلاين”، أن وفد المعارضة المسلحة “غير مخوّل” له مناقشة هذه المسودة، وهو ما أبلغوه للوفد الروسي، وأن ذلك من اختصاص الهيئة العليا للمفاوضات.
المستشار القانوني لوفد المعارضة في أستانة رفض الخوض في مناقشة ملاحظات الوفد على المسودة؛ لأن ذلك يسهم في “الترويج له”، فمسألة الدستور “هي مسألة سيادية تقوم به هيئة تأسيسية سورية منتخبة”.
بصمة روسية
لكنه تطرق إلى هدف الروس من توزيع المسودة في مؤتمر أستانة، فاعتبر أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى “الترويج للدستور القادم وشكل الحكم في سوريا حتى يكون لهم بصمات واضحة في تحديد شكل الدولة ومؤسساتها”. فالروس يحاولون استثمار الوضع الميداني على المستوى السياسي.
انزعاج روسي
الموقف الروسي سياسياً سجّل، بحسب أبو هاشم، خطوة اعتبرها “غير كافية”، فمجرد جلوس الروس مع وفد الفصائل المسلحة التي كانت تعتبرها “إرهابية”، هو خطوة سياسية يجب أن تتبعها خطوات أخرى باتجاه ضمان وقف إطلاق النار، وتأكيد توجه الروس للتحول من موقع الداعم لنظام الأسد، إلى “الضامن” و”الراعي” في الملف السوري.
وكشف أبو هاشم لـ”الخليج أونلاين” أن الروس أبدوا انزعاجهم من تصريحات ومواقف الوفد الإيراني وبشار الجعفري رئيس وفد نظام الأسد في أستانة، وكذلك الموقف من قصف وادي بردى.
الغطاء العربي
لكنه يرى حاجة وفد المعارضة المسلحة إلى “الغطاء العربي” ولا سيما الخليجي والدول الصديقة للشعب السوري، “فرغم دعم هذه الدول لحضور وفد المعارضة لمؤتمر أستانة، فإنهم غابوا عملياً عن المؤتمر، ما كشف ضعف التمثيل العربي، سواء الجامعة العربية أو غيرها من الدول”.
في حين أنه عقّب قائلاً: “يمكن استدراك هذا الأمر في محطة جنيف القادمة؛ لأن وجودهم يدعم موقف المعارضة السورية”.
الخليج أونلاين