أعلن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أنه بصدد اللجوء للقضاء للفصل في دستورية قرار ترامب المثير للجدل بمنع دخول اللاجئين إلى أميركا، قائلاً إن الهدف منه هو منع دخول المسلمين لأميركا.
ونشر البيت الأبيض الجمعة مرسوماً بعنوان “حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة”. وقال ترامب: “إنها تدابير مراقبة جديدة لإبقاء الإرهابيين الإسلاميين المتشددين خارج الولايات المتحدة”.
وقال ترامب: “لا نريدهم هنا، ونريد التأكد من أننا لا نسمح بدخول التهديدات نفسها إلى بلادنا، التي يحاربها جنودنا في الخارج، لن ننسى أبداً اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة”.
يستهدف المسلمين
مديرة الدعاوى الوطنية بمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية لينا المصري أكدت بحسب “الجزيرة“، أن الهدف من قرار ترامب هو استهداف المسلمين، مضيفة أن هناك أكثر من 20 من القادة المسلمين يقفون وراء هذه القضية، وبدأوا تجهيزها فور توقيع أمر الرئيس، وأن تفاصيل الدعوى ستُكشف بعد غد الإثنين لدى تسليمها إلى محكمة القطاع الغربي بولاية فرجينيا.
وأضافت المصري “أن المسلمين في أميركا ظلوا هدفاً لسياسات تمييزية لسنوات طويلة وحتى اليوم، كما أنهم يُستهدفون بوضوح هذه المرة بهذا الأمر الرئاسي، ودعت جميع الأميركيين للتوحد ضد هذا الأمر”.
وقالت المنظمة في بيان لها، إنه لا يوجد ما يثبت أن اللاجئين وهم أكثر الفئات التي تتعرض للتفتيش الدقيق، يمثلون تهديداً للأمن القومي الأميركي، وإن الأمر الرئاسي نابع من التعصب وليس الواقع.
وقال المحامي شريف عقيل، المشارك في صياغة الدعوى، إن التعديل الأول في الدستور الأميركي يتعرض للهجوم “وقد أقسمنا، نحن المحامين، على حماية الجميع من أن يصبحوا هدفاً للحكومة بسبب معتقداتهم الدينية”.
وبموجب المرسوم ستمنع السلطات الأميركية لمدة ثلاث سنوات دخول رعايا من سبع دول إسلامية، هي العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، باستثناء الرعايا الذين لديهم تأشيرات دبلوماسية والعاملين في مؤسسات دولية.
“امتنِعوا عن التمييز”
ودعت الأمم المتحدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت 28 يناير/ كانون الثاني 2017 إلى الاستمرار في استقبال اللاجئين في بلاده، والامتناع عن التمييز على أساس العرق أو الجنسية أو الدين.
وفي بيان مشترك، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين أن “البرنامج الأميركي لإعادة الاندماج هو من الأهم في العالم”.
وتابع البيان “الأماكن التي تخصصها كل دولة للاستقبال حيوية. وتأمل المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين أن تواصل الولايات المتحدة دورها الريادي والحماية التي تقدمها منذ زمن للهاربين من النزاعات والاضطهادات”.
وأضاف أن المنظمتين “على اقتناع راسخ بأن اللاجئين يجب أن يتلقوا معاملة عادلة، وفرصاً لإعادة إدماجهم أياً كان دينهم أو جنسيتهم أو عرقهم”.
وأعربت المنظمتان عن استعدادهما “لمواصلة العمل بجد وبشكل بناء مع الحكومة الأميركية، كما تقومان بذلك منذ سنوات من أجل حماية الأشخاص الأكثر حاجة”.
زمن الجدران انقضى
من جهته، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت، أن زمن بناء الجدران بين الدول “انقضى”، وذلك في انتقاد ضمني لترامب من دون أن يسميه.
وقال روحاني في كلمة أُعيد بثُّها عبر التلفزيون الرسمي “لم نعد اليوم في عصر بناء الجدران بين الدول. لقد نسوا (المسؤولون الأميركيون) أن جدار برلين سقط قبل بضع سنوات”.
وأضاف “علينا إزالة الجدران بين الشعوب. لم يعد العالم اليوم مكاناً لتكثيف الفوارق بين الأمم.
قلق فرنسي
إلى ذلك وصف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالحد من عدد المهاجرين واللاجئين الوافدين من بعض الدول التي يغلب على سكانها المسلمون، وصفه بأنه يبعث على القلق.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني زيجمار جابرييل في باريس “يمكن لهذا أن يثير قلقنا. إن الترحيب باللاجئين الذين يفرون من الحرب والقمع جزء من واجبنا”.
ويبلغ عدد المسلمين في اميركا نحو 3.3 ملايين نسمة، أي 1% من مجموع السكان البالغ عددهم 320 مليون نسمة.
وكانت الولايات المتحدة قد استقبلت 38 ألف مهاجر مسلم العام الماضي، وهو أكبر عدد منذ 2002، كما استقبلت عددا قليلا نسبيا من اللاجئين السوريين بلغ “حوالي 12500 لاجئ”.
المصدر:هافينغتون بوست عربي