أكد العميد، إيرج مسجدي، المستشار الأعلى لقائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني الجنرال، قاسم سليماني، تعيينه سفيراً لإيران في العراق بدلاً من السفير الحالي، حسن دانائي فر، الذي انتهت مهمته.
ونقلت وكالة “نادي المراسلين” التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن مسجدي قوله إن تعييني في منصب السفير الإيراني بالعاصمة العراقية بغداد صحيح، وقد تم اتخاذه وأبلغت الخارجية الإيرانية بذلك”.
وكان إيرج مسجدي المستشار الأعلى للجنرال قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس”، وهو فرع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، المسؤول عن ملف العراق في الحرس الثوري، لعب دوراً بارزاً في تأسيس ميليشيات “الحشد الشعبي” الموالية لطهران في العراق.
ورأى مراقبون أن تعيين مسجدي يأتي في سياق المساعي الإيرانية لتنفيذ مشروع استراتيجي لتأمين ممر بري، يخترق العراق في نقطة الحدود بين البلدين مروراً بشمال شرقي سوريا، وانتهاءً بميناء اللاذقية على البحر المتوسط، والذي سيمنح إيران نفوذاً كبيراً في المنطقة.
تعليق عراقي
وفي أول ردة فعل عراقية على نبأ تعيين مستشار قائد فيلق القدس الإيراني سفيراً في بغداد، قال قائد حرس نينوى ومحافظها السابق، أثيل النجيفي، إن تعيين الجنرال إيرج مسجدي سفيراً لإيران في العراق له مدلولات أبعد من مجرد العمل الدبلوماسي.
وكتب النجيفي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك، في تعليق “أشك أن تعيين الجنرال إيرج مسجدي كبير مستشاري قاسم سليماني سفيراً لإيران في بغداد له مدلولات أبعد من مجرد العمل الدبلوماسي”.
كما أشار إلى أن خبرة مسجدي العسكرية وعلاقاته مع الفصائل المقاتلة في العراق وسوريا ستلقي آثارها على نوعية علاقاته داخل العراق، وكذلك على العلاقات الإيرانية العراقية في وقت تستعد فيه المنطقة لدخول وضع جديد في مرحلة ما بعد داعش”.
من هو مسجدي؟
ويعتبر مسجدي من أقدم قادة الحرس الثوري، ومن أولى قيادات “فيلق القدس”، حيث كان يترأس مقر “رمضان” في الحرس الثوري إبان حكم نوري المالكي كرئيس وزراء للعراق (2006 – 2014).
ومقر “رمضان” هو فرع العمليات الاستخبارية للحرس الثوري خارج إيران، ومختص بحرب العصابات والقتال في الشوارع، تم إنشاؤه عام 1983.
يشرف مسجدي حالياً على قيادة ميليشيات الحشد الشعبي، حيث يتلقى كل من هادي العامري وأبو مهدي المهندس (قياديين في الحشد) أوامرهما بشكل مباشر من الجنرال مسجدي، حيث كان الرجلان على علاقة وثيقة مع مستشار قائد فيلق القدس منذ أن كانا يقاتلان في صفوف الحرس الثوري أثناء حرب إيران مع العراق في الثمانينيات (1980 – 1988).
استقر الجنرال مسجدي منذ عام 2014 في العراق كمشرف على مقر فيلق القدس هناك، ويعتبر المسؤول الأعلى لتنفيذ السياسات الإيرانية في العراق، ويشرف على العمليات التي تقوم بها إيران، سواء من أجل توسيع نفوذها أو تصفية خصومها في العراق.
ويأتي تعيين مستشار فيلق القدس الإيراني كسفير في العراق قبيل استلام إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، مهامها في 20 يناير/كانون الثاني، أي بعد حوالي أسبوع، وذلك للحيلولة دون معارضة إدارة ترمب لتعيين قيادي بفيلق إيراني موضوع على قائمة الإرهاب الأميركية كسفير لطهران في بغداد.
العربية